الإنسان مثلَّث النفس :

=================

          من خلال مشاهداتنا  واتفاق أكثر الفلاسفة  الاسلاميين ، واستئناساً  بكتاب الله  وعرضاً عليه ، ثبت لنا  بفضل  من الله تبارك وتعالى أن لذات الإنسان ثلاث أنفس  ،  بينما هي أربع للرسل والأنبياء والأولياء .

          أما الثلاث فهي : النامية المادية ، والحسية البهيمية ، والملهمة  فجورها وتقواها .

          وأما الرابعة التي هي للرسل والأنبياء  والأولياء  إضافة  لهذه الثلاث  ، فهي النورانية  الملهمة .

١ـ       فالنامية المادية ، هي البدن بحركاته العضوية ، الداخليـة والخارجية ، ولها  خاصية التنامي فالتناهي إلى الضعف ، وماهيتها هي المقصودة  بقوله تبارك وتعالى :

                  

{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ . سورة غافر الآية ٦٧ } .

۲  ـ     والحسية البهيمية ، هي الجهاز  العصبي ، من الدماغ  إلى النخاع الشوكي  إلى أدق تشعباته العصبية في جسم الإنسان ، وقد قلنا عن الدماغ إنه المفاعل الأعلى خطراً في جواهر المادة ، وأنه هو مركز التبليغ والترجمة والتفسير ، إضافة إلى الإحساس ـ سيما الحواس  الخمس ـ والذاكرة والعواطف المتضادة .

۳  ـ     والملهمة فجورها وتقواها ، هي حقيقة الإنسان ، وجوهـره الباقي  ،  ووجهه الذي لا يفنى  ، المقصود بقوله تعالى :

         

         { … كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ… . سورة القصص الآية ۸۸ } .

                   وبقوله تعالى :

{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا …  سورة الروم الآية  ۳۰ } .