الإسلام أبقى على ما كان إيجابياً في الجاهلية الأولى  وكذلك ينبغي  أن يبقي على إيجابيات الجاهلية الثانية

 

الجاهلية الأولى :

 

        معلوم أن الله عز وجل ، عندما بعث نبيه محمدا (ص) بالرسالة الإسلامية ، التي هي دين الله { إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الاْسْلَـاـمُ . سورة آل عمران الآية 19 }  كان أول ما أرسله إلى قومه ، ومن ثم إلى العالمين .

        وقوم محمد (ص) آنذاك هم عرب الجزيرة المعروفة باسمهم ، كانوا ومن حولهم من الأمم والشعوب ، في جاهلية جهلاء ، كان طابعها  العميق ، الوثنية والشرك بالله .

      كذلك كان الحال في أبرز حضارتين لأكبر أمبراطوريتين، زامنتا الرسالة الميمونة ، هما الفرس والروم . وهاتان  الدولتان ( العظميان )  كانتا ـ كذلك ـ  تتقاسمان حكم العالم آنذاك .

هذه الجاهليـة ، حسب القرآن الكريم ، هي الجاهلية الأولى ، المنوّه عنها في قوله تعالى :

{ .. وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَـاـهِلِيَّةِ الأُولَىا … . سورة الأحزاب الآية 33 } .

 أما الجاهلية الثانية ، فهي مستقرأة مترتبة على تلك الأولى . فحقيق  أن تكون هي المستشرية  على مستوى العالم ، منذ بدء خبوّ الإسلام في نفوس المسلمين ، وتراجعهم عن التمسك  بحبل الله وشرائعه المنـزلة ، إلى أيام إنبعاثهم من جديد ، ورجوعهم إلى الله وإلى دينه الحنيف .