الجاهلية الثانية والديمقراطية

الجاهلية الثانية والديمقراطية :

        فكان بديهياً أن يقابـل تراجع أهل الحق ، تقدم أهل الباطل ، مما جعل الجاهلية قاسماً مشتركاً بين الطرفين . فأخذت تنمو وتتكاثر بكثافة ، طفيليات  الحضارة الراهنة ، التي طبعتها كذلك وعميقاً ، جاهلية جهلاء ، بالشرك والوثنية ، بين إفساد بني إسرائيل الموعود في كتاب الله ، وبين غدر المسيحين  بدينهم ، وذلك بأن أسسوا على الإلحاد ، إحدى أعظم دولتين  في  الأرض ( الإتحاد السوفياتي قبل إنهياره ) ، وعلى الشرك والظلم ومعاداة الإسلام والولاء المذل لليهود أعداء المسيح والمسيحية ، الدولة العظمى  الثانية ، المتمثلة بأميركا والغرب المسيحي كله . وكل ذلك ضمن تخليهم  عملياً عن المسيح وعن شرائع المسيح وعن دين المسيح الذي هو إسلام من الإسلام لله رب العالمين .

      هذا الواقع ، أدى إلى حالة من التناقض الشديد في المفاهيم السياسية ، وجعل الديمقراطية التي يتبجحون بها سلاحاً وحشياً ، يكيّفه التوجه الإمبريالي مزاجياً حسب مصالحه ، ضارباً بالشرائع الإلـاهية والأخلاق والأعراف والمنطق عرض الحائط  بما فيه حائط الأمم .. المتحدة . تلك هي إذن الجاهلية الثانية .

{ أفَحُكْمَ الْجَـاـهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أحْسَنُ مِنَ اللهِ  حُكْـماً لِّقَوْمٍ  يُوقِنُونَ . سورة المائدة الآية 50 } .