الشيماء أخت الرسول :

        قال ابن إسحاق : وحدثني  بعض بني سعد بن بكر : أن رسول الله (ص) قال يومئذ : إن قدرتم على بجاد فلا يفتلنكم  ، وكان قد أحدث حدثاً ، فلما ظفر به المسلمون  ساقوه وأهله ، وساقوا معه الشيماء ، بنت الحارث بن عبد العزى أخت رسول الله (ص) من الرضاعة ، فعنفوا عليها في السياق: فقالت للمسلمين :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ    

(1)     لم يسندا : لم يبق فيهما رمق .

(2)   ذاهبة : له سيف ذو هبّة ،  والهبَّة : الإهتزاز . 

(3)     المجسد :  المصبوغ بالجساد وهو الزعفران .

(4)     متقصِّفون : مجتمعون في ازدحام .

(5)     العسيف  : الأجير .

تعلموا  والله إني لأخت صاحبكم من الرضاعة ، فلم يصدقوها حتى أتوا بها رسول الله (ص) .

        قال ابن إسحاق : فحدثني يزيد بن عبيد السعدي ، قال : فلما  انتُهِيَ بها إلى رسول الله (ص) ، قالت يا رسول الله ، إني أختك  من الرضاعة ، قال وما علامة ذلك ؟ قالت عضَّة عضضتنيها في ظهري وأنا متوركتك ، قال فعرف رسول الله (ص) العلامة ، فبسط لها رداءَه  ، فأجلسها عليه ، وخيَّرها ، وقال : إن أحببت فعندي محببة مكرمة ، وإن أحببت أن أمتِّعك(1)  وترجعي إلى قومكم  فعلت ، فقالت : بل تمتعني وتردني إلى قومي . فمتعها رسول الله (ص)  وردها إلى قومها: فزعمت بنو سعد أنه أعطاها غلاماً له يقال له مكحول ، وجارية  ، فزوجت أحدهما الأخرى ، فلم  يزل فيهم من نسلهما بقية .

 

*  *  *