اللهم اشهد عليه :
قال ابن هشام : وحدثني من أثق به من أهل العلم بالشعر ، وحديثه أن أبا عامر الأشعري لقي يوم أوطاس عشرة إخوة من المشركين ، فحمل عليه أحدهم ، فحمل عليه أبو عامر وهو يدعوه إلى الإسلام ويقـول : اللهم اشهد عليه ، فقتله أبو عامر . ثم حمل عليه آخر ، فحمل عليه أبو عامر وهو يدعوه إلى الإسلام ، ويقول ، اللهم اشهد عليه ، فقتله أبو عامر . ثم جعلوا يحملون عليه رجلاً رجلاً ، ويحمل أبو عامر وهو يقول ذلك ، حتى قتل تسعة ، وبقي العاشر ، فحمل على أبي عامر ، وحمل عليه أبو عامر وهو يدعوه إلى الإسلام ويقول : اللهم اشهد عليه ، فقال الرجل : اللهم لا تشهد عليَّ ، فكفَّ عنه أبو عامر ، فأفلت ، ثم أسلم بعد فحسن إسلامه . فكان رسول الله (ص) إذا رآه قال : هذا شريد أبي عـامـر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المخرف : نخلة واحد أو نخلات يسيرة إلى عشر .
ورمى أبا عامر أخوان : العلاء وأوفى ابنا الحارث ، من بني جشـم بن معاوية ، فأصاب أحدهما قلبه ، والآخر ركبته ، فقتلاه . وولي الناس أبو موسى الأشعري فحمل عليهما فقتلهما ، فقال رجل من بني جشم بن معاوية يرثيهما :
إن الرزيـة قتـل العـلاء وأوفـى جميعـاً ولم يسنـدا (1)
هما القاتـلان أبـا عامـر وقد كـان ذا هبَّـة أربـدا (2)
هما تركـاه لدى معـرك كأن علـى عطفـه مجسـدا(3)
فلـم تر في الناس مثليهما أقـل عثـاراً وأرمـى يـدا
* * *