بين اللعب العبثي والرياضة المفيدة :
=================
اللعب أخضع حتى الدول لعبثيته . فهي تتنافس بتوتر وحماس شديد لبضعة عشر لاعباً يمثلون كل أمة ، أو كل دولة . ويشدون أبصارهم وأعصابهم ، قيادات وجماهير ، معلقين كرامة شعب بأكمله ، على النتيجة التي تحصِّلها زمرة اللاعبين ، إما انتصاراً وإما انكساراً . وملايين الناس تمثلهم الزمرة اللاعبة تمثيلاً قسرياً ، يعني شاؤوا أم أبوا .
والحقيقة أن المشكلة هي في الناس الناعقين مع كل ناعق والمائلين مع كل ريح . والذين مثلهم في هذا المجال ، كمثل القرعاء التي تفرح بشعر إبنة خالتها . حيث أنهم متفرجون قاعدون ، لا عن فوائد الرياضة وحسناتها فحسب ، بل هم يهدرون ، إضافة إلى الوقت الثمين ، أعينهم وأعصابهم .
ويا حبذا لو يمارس الرياضة جميع الناس ، ومن كل سن ، تلك هي الحقيقية المطلوبة ، لا لعباً ولا لهواً ، وإنما بدافع الواجب ، الذي هو الحفاظ على أنفسهم وعقولهم وأبدانهم لتبقى سليمة معافاة . فالأنفس والأبدان أمانات هي لله تبارك وتعالى ، وإهمالها أو إتلافها بشكل من الأشكال ، بما يضرها ، أو تعريضها للضعف والوهن ، كل ذلك خيانة نسبية لهذه الأمانة ، والتي هي ضمن الأمانة الكلية ، عنيت بها دين رب العالمين . وخير ما نختم به موضوعنا هذا ، هو قوله تبارك وتعالى :
{ إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاَ . سورة الأحزاب الآية 72 } . أي بخيانتها كان ظلوماً جهولاً . وإلاَّ فهو من أولياء الله المقربين المحبوبين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .