تكوير الشمس وانكدار النجوم شرطان ماثلان في الفلك :
لكي نفهم المعنى المراد من قوله تعالى في سورة التكوير { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ } ينبغي أن نُدْرِكَ أولاً أنَّ كلمة ( الشمس ) هنا ، هي إسم جنس وثانياً أن هذه الكلمة حيثما وردت في القرآن فهي تارةً اسم جنس يشمل كلّ الأجرام التي هي من جنسها ، وفي الكون منها المليارات ، وتارةً تعني اسم العَلَم الذي يعين شمسنا هذه المختصـة بأرضنا . وعلى المرء أن يميّز بين الأمرين بالقرينة ، هذا بالنسبة لظاهر الألفاظ ، على أن لكلمة ( الشمس ) مَعَانِيَ أُخَرْ تدخل في معاني الباطن والتأويل ، قلّما نحتاج إليها في بحثنا لأشراط الساعة في الظواهر الكونية .
ولأن كثـرة الأجرام التي هي مثل شمسنا ، وأكبر منها ـ سنخاً وحجماً ـ بملايين المرات ، ولأن هذه الأجرام اكتشفت حديثاً ، في بدايات هذا القرن العشرين الميلادي ، الخامس عشر الهجري ، لذلك بقي العلماء ومعهم الناس ، يفهمون من حقيقة ( الشمس ) فقط هذه التي نراها بالعين المجردة والتي تقود مجموعتنا الكوكبية إلى حيث لا يعلم إلاَّ الله . ومن البديهيّ أن يكون كذلك مفسّرو القرآن الكريم ، حيث إننا وجدناهم يتعاملون مع هذه اللفظة ، حسب المعطيات العلمية المعاصرة لهم .
وما قلناه في الشمس ، نقولـه أيضاً في القمر والأرض ، فقد أصبح
من الثابت أن للمشتري خمسة عشر قمـراً ومثلها للمريخ وكذلك أقـل أو أكثر لكواكب أخرى .
وهكذا كان تعامل المفسّرين مع الشمس والقمـر والنجوم في كتـب التفسير ، على أن الشمـس والقمر مفردان ، وأن الشمـس هي أصغـر من الأرض حجماً ، وكذلك النجوم عامـةً . نرى ذلك في جميع كتـب التفسير دون استثناء فكانت المشكلة ليست مشكلة القرآن ، كما ذكرنا في بحـث سابق من هذا الكتاب ، وإنما هي مشكلة المفسّرين ، والقصـور العلمـي في كتابي الله العظيمين : الكون والقرآن .
وكما هو معلوم ، أنه من هفوات المفسّرين وأكثـر المشتغليـن في التراث الديني ، أخذهم عن السلـف ، وليس هذا فحسـب ، وإنما كذلك تقديسهم لما ترك السلف ، أو حتى لما يظن أنه مـمّا ترك السلف ، في وقت يكون بعض ما ترك السلف من المدسوسات الشيطانيـة فيحصل الإربـاك ، وتتعقد الأمور ، فقط لأنهم لم يحسنوا التعامل مع قوله تعالى :
{ .. قالوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ }P(1) P.
إذ ينبغي التحقّق ، والتيقّن ، تحت طائلة المسؤولية البالغة الأهمية ، والحساب الشديد، إذ أن الأمر يتجاوز ظلم النفس ، وهو أمر محدود ، إلى ظلم الآخرين وهؤلاء الآخرون قد يكونون الأمة بأسرها وقد تكون البشرية المبلغة كلّها .
ومن الأمثلة السّريعة والموجزة على ذلك ، والتي ما زلنا نقرأها في بعض كتب التفسير المحترمة ، وذلك في تفسير سورة التكوير : أن الشمس تسقط في البحر ـ طبعاً يعني البحر الذي في أرضنا هذه ـ { وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ } كذلك الأمر تسقط في البحر أو المحيط.
ومثلاً آخر عن الأشراط عند المفسريـن ، وفي نفس سـورة التكوير ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الزخرف ، الآية 23 .
مـمّا أربك الكثيرين ، وبعث بعضهم على احتمالات هجينه ، لا يقبلها من له أدنى حظ من العربية ، هذه اللغة الجميلة والفصيحة والتي باركهـا الله سبحانه بأن أنـزل بها هذا القرآن العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديـه ولا من خلفـه ، هذا الشرط هو قوله تعالى :
{ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ } P(1) P.
لن أذكر هنا إلاَّ قولاً واحداً ، أحترمه رغم الخطأ البيّن الذي ثبت فيه ، أحترمه فقط لأنه لم يتجاوز مفهوم اللغة في { الْعِشَار } المفهوم المتداول والمتناقل في لغة العرب ، وتراث العرب ، وشعر العرب ، وكتاب الله المجيد . بهذه اللغة نزل وما زال وسيبقى إلى قيام الساعة.
{ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }P(2) P.
ومعنى العشار في لغة العرب ، وكذلك وبالضرورة في القرآن الكريم ، النياق ، ثم يسمّى الكلّ باسم الجزء ، فيعني ذلك الإبل ، وهذا القول الذي نحترمه مفاده أن العشار يذهل أهلها عن رعيها عند قيام الساعة ، لانشغالهم عنها بأهوال القيامة . وقد كان هذا القول معقولاً ، حين كانت العشار هي أموال الناس ، أما وأنها قد نفدت عن وجه الأرض أو كادت، فقد بات واضحاً الخطأ في هذا التفسير ، الذي ـ وللأسف ـ ما زال يتناقله ويصرّ عليه بعض المحدثين . والردّ البسيط على ذلك آتٍ مما تراه العين ، ويعرف بالبديهة . وبعد أن كانت البدن وهي من شعائر الله ، وأكثرها من العشار ، أصبح من المستصعبات أن يحصل المرء على بدنة ليضحيها يوم النحر ، بعد أن كانت تضحى بالألوف في موسم الحج .
وقد ذكر أنه يوم الحج الأكبر ، الذي حجّه رسول الله صلى الله عليه وآله ، اقتاد عن نفسـه فقط ستين بدنة ، ثم التقى بعليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قافلاً من اليمن ، موافياً إيّاه إلى مكة المكرمة ، فأضاف إليها أربعين بدنة لا غير , تأدّباً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وكان جيشه يسوق منهـا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة التكوير ، الآية 4 .
(2) سورة الزخرف ، الآية 3 .
الألوف من إبـل الزكـاة . فبلـغ مجمـوع ما نحـراه وحدهما مائة ناقة . هذا غير الذي كان يسوقه ألوف الحجيـج من المسلميـن في ذلك العـام وفي كل عام :
{ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ .. }P(1) P.
وشعائر الله بركات من الله على النـاس في الأرض . ومن هذه الشعـائر { العٍشَارُ} وقد عطلت ، أو كادت . فقد أصبح جليّاً وواضحاً أن قوله تعالى : { وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} هو من الأشراط الماثلة أيضاً ، حيث أن هذا المال الذي هو العشار ، قد عطل عن التثمير والإنجاب والإنتاج عامةً ، لولا بضع مئات هنا وهناك في أنحاء الأرض ، وهو ، أي هذا الشرط ، بالغ غايته ، بعد أن تجاوز بدايته .
{ .. وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }P(2) P.
{ .. إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا }P(3) P.
والآن بات حرياً بنا الرجوع إلى العنوان { تكوير الشمس وانكدار النجوم } وهما الآيتان الأوليان في سورة التكوير المباركة . منوّهين تنويهاً سريعاً بما بعدهما من آيات ، ما دمنا سنحصل على الفائدة بحمد الله ، من عرضنا للأشراط الكبيرة . قال الله تعالى :
{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ . وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ . وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ . وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ . وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ . وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ . وَإِذَا النُّفُوسُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الحج ، الآية 36 .
(2) سورة هود ، الآية 12 .
(3) سورة الطلاق ، الآية 3 .
زُوِّجَتْ . وَإِذَا الْمَوْءُوْدَةُ سُئِلَتْ . بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ . وَإِذَا الصُّحُفُ نُشـِرَتْ . وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ }P(1) P.
تبدأ القيامة الكونية الكبرى .
ونحن إذا استعرضنـا أبرز ثلاث سـور مباركـات : ( الإنشقـاق ) و ( الإنفطار ) و ( التكوير ) نجدها الأكثر حشداً لأشراط الساعة من بقية السور القرآنية المباركة . ثم إذا قارنّا هذه السور الثلاث فيما بينها ، نجد سورة التكوير أكثرها تفصيلاً كما هو ظاهر ، ونجد سورة الإنفطار أكثرها إيجازاً ، فهي تختصر الأشراط في ثلاث آيات ، قوله تعالى :
{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ . وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ . وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ }P(2) P.
ثم تكون بعثرة القبور ، أي القيامة الكبرى .
ولذلك سنتشرف أولاً بما يفتح علينا سبحانه ، من تفصيـل لأشـراط ( سورة التكوير ) قوله تعالى :
{ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ } .
ومعنى ( كوّرت ) كما جمعناه من مختلف التفاسير ، ولسان العرب ، هو : كورت : جمعت كالعمامة . لفّت وجمعت وألقيت . لفّت فرفعت وطوي ضوؤها المنبسط وألقيت . وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه كان يتعوّذ من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ ( بفتح الحاء والكاف) أي من النقصان بعد الزيادة وهو من تكوير العمامة . انتهى .
وواضح أن جميـع هذه المعاني لا تناسب شمسنا هذه المفردة . وإذا انطبق عليها معنى اللّف والجمع باعتبار حركتها ودورانها حول نفسـها ، فتلك حركة قديمة رافقتها منذ خلقتها كما رافقت جميع الأجـرام السماويـة وهي ما
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة التكوير ، الآيات ( 1 ـ 11 ) .
(2) سورة الإنفطار ، الآيات ( 1 ـ 3 ) .
يسمّى بالحركة المغزلية ، فلا يناسبها ، في الآيـة الكريمـة ، الحرف { إذا } الذي يتضمن معنى الشرط .
ثم إنَّ بقية المعاني ، مثل : ألقيت . ورفعت وطوي ضوؤها المنبسط وألقيت ، كذلك تتنافى مع الحقائق القرآنية لأوصاف يوم القيامة . إذ أن أي واحد من هذه المعاني إذا أطبق على شمسنا هذه ، اضطرب نظـام مجموعتنـا الكوكبية كلّه ، ودمّر ودمّرت أرضنا معه . والآية هي شرط من أشراط القيامة ، وليست القيامة عينها . والأشراط وضعت تنبيهاً إلى يوم القيامة كما ذكرنا ، وأنها ، أي القيامـة تأتي بغتة ً ، وأكثر من ذلك ، أنها تأتي والسماء في عافية نسبية ، وكذلك الأرض وأهل الأرض : وهذه الحقيقة مستفـادة من قولـه تعالى :
{ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ . مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ . فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ . وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ }P(1) P.
تبقى واحدة ، ربما خطرت في بعض الأذهان ، هي تصور أن يحصل في الشمس فجوة كما الفجوة التي في العمامة ، فنقول أن هذا أيضاً فكر بدائي ، يتبدّى قصوره عند من له أدنى معلومات عن حجم الشمس ، وأبعادها ومقاييسها ، ووظيفتها في ناموس التجاذب ، إذ أن الفجوة المتصورة لها كما في العمامة ، فيما لو حصلت ، كذلك يترتّب عليها اختلال النظام أو دماره في مجموعتنا الكوكبية كلّها .
فماذا يعني إذن ، قوله سبحانه { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ } بعد أن بات مستحيلاً تطبيقه ، وحتى ارتقابه على شمسنا هذه المفردة ؟
هنا نعود إلى لغة اسم الجنس في الشمس ، وهي في مجرتنا درب التبّانة بأعـداد هائلـة ، ونعود فنذكـر ، أن الكلمـات التي تحمـل معنى الفـرد
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة يًس ، الآيات ( 48 ـ 51 ) .
ومعنى الجمع في نفس اللفظة هي كثيرة ، فمثلاً كلمة { الإنسان } هي من هذا القبيل ، تارة ً نعني بها الفرد من الناس ، وتارةً نعني بها مجموع البشرية ، وكذلك كلمة { بشر } إنما أنت بشر ، وإنما هم بشر ، وكذلك ، كما ذكرنا قبلاً ، الأرض والقمر …
على أن الدليل الأقوى والبرهان الأسطع ، هو في مقـارنة قولـه سبحانه :
{فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ . وَخَسَفَ الْقَمَرُ . وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ}P(1)P.
بقوله تبارك وتعالى :
{ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ {P(2) P.
فنفهم أن الشمس والقمر لن يجتمعا. وإنما المراد ( بجمع الشمس والقمر ) هو أن يجمعهما الناس لفظاً قاصدين بكلمة الشمس كلّ شمس في الكـون ، وبلفظة القمر ، كلّ قمر، وما عرف ذلك إلاَّ في هذا القرن، الذي نعيشه ، فجعل الله سبحانه إطلاعه الناس على هذه الحقيقة ، شرطاً من أشراط الساعة .
ثم نقول في ” برق البصر ” إننا نتفق مع اللغويين على معنـاه ، وهـو حالة من الخوف والحيـرة والدهشـة ، وهو كذلك أمر حاصل هذه الأيام عند أكثر الناس ، يطّرد ويتزايـد كلّما سمعوا خبراً بعد خبر ، سواء عن الأوزون وفتحته ، أو عن الغيوم الحرارية وفاعلياتها ، أو عن الحروب الإقليمية ، من كان في وقودها ، أو من يصطلي بنارها ، أو من تحلّ القارعة قريباً من دارهم . وأكثر أسئلتهم ، مـمّا ينطقون به ، وما يتلجلج في صدورهم: كيف ولماذا ، وماذا ومتى ، إلى أين ومن أين … ويبرق البصر مع كل سؤال حيرةً ودهشاً .
والقول في ( خسف القمر ) : أما ادعاء خسوفـه العادي ، فهو من بدء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة القيامة ، الآيات ( 7 ـ 9 ) .
(2) سورة يَس ، الآية 40 .
الخليقة ، يخسف كل عام تقريباً . فلا يليق بعاقل أن يعتبر ذلك شرطاً من أشراط الساعة . ولا هو الإنشقاق ، في قوله تعالى :
{ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ }P(1) P.
فهذا أمر حصل كذلك في خريف السنة 1989 م ، وشوهد ذلك في عدة مناطق من العالم ، وصوّر الحدث في الأرجنتين ، في مناسبة دينية مسيحية ، قيل فيه يومذاك أنه المسيح عليه السلام ، وقيل أنها العذراء مريم عليها السلام . وقد علّق على ذلك كثرة من الناس ، كلّ حسب ما يتصوّر ربطاً بما يعتقد . إلاَّ أن الحقيقة الباهرة ، هي التي رآها وفهمها بفضل من الله ، بعض أهل العرفان من أولياء الله ، مـمّن هداهم سبحانه واصطفاهم ( وقد صوّر الحدث في عدة لقطات صورتها الصحف العالمية ) .
والقول لغة في ( خسف ) أن الخسف هو الغياب في الأرض ، وهو الإنهدام : {وَخَسَفْنَا بِدَارِهِ الَأرْض َ} ، وهو ذهاب الضوء بمعنى الخسوف الكلّي العادي للقمر . وهذه المعاني استبعدناها كلّها ، لاستحالتها أن تكون مجتمعة أو منفردة شرطاً من أشراط الساعة .
فيبقى المعنى الأخير من معاني الكلمة ( خسف ) ، وهو أن الخسف هو الإذلال . وفي حديث علي عليه السلام : من ترك الجهاد ألبسه الله ثوب الذّلة وسيم الخسف … وفي معنى سيم : ألزم ، وفي معنى الخسف : الهوان . فأصبح عندنا في معاني ( الخسف ) أنه الذلّ والهوان. أو الإذلال والهوان . انتهى . ( من لسان العرب ـ ابن منظور ) .
وهكذا يكون قولنا الفصل بإذنه تعالى ، في هذا الشرط من أشراط الساعة ( وخسف القمر ) . أي إذا ألحق بالقمر الذلّ والهوان ، أو الإذلال والهوان ، يكون شرط من أشراط الساعة .
وقد حصل ذلك في سبعينات هذا القـرن ، فبعد علوّ ومنعـة وعـزّة ، وهيبة وجمال، هذه الصفات الكريمة التي كانت للقمر ، وطأه الإنسان ،
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة القمر ، الآية 1 .
واحتلّه فأذلّه ، وأظهر تُرَابِيَّتَهُ بعد أن ظلّ آماداً طوالاً مهيباً بنورانيته ، وغريب أسراره ، فألحق به الهوان ، (وخسف القمر ) وصدق الله الحبيب العظيم .
والآن بعد أن ألقينا أضواء حول شَرطَيِّ ( التكوير والإنكدار ) بمساندة أشراط أخرى كان من الضروري أيضاً إبرازها ، بات حرياً بنا الرجوع ـ ولو مراراً ـ إلى قول الله عزّ شأنه :
{ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ . وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ }P(1) P.
وبعدما قلناه في معنى ( كوّرت ) نقول ما تقوله اللغة أيضاً في معنى انكدرت ، وهو أن الإنكدار ، هو الإنقضاض والسقوط .
فإذا كنّا نتوقّع من قوله تعالى { وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ } أن تسقط على الأرض وتنقض على أهلها ، فإن الأرض كلّها لا تتسع لأصغر نجم في الكـون ، فكيف والآيات تعني جميع النجوم والكواكب ـ انكداراً وانتثاراً ـ علماً أن من النجوم ما يزيد عن شمسنا ( 90) تسعين مليون مرة ( هو قلب العقرب ) وعلماً أن شمسنا تكبر أرضنا بـ 333,430 مرة .
وهذا يكفي للقول أنّ تصوّر إنكدار النجوم أو سقوطها باتجاه الأرض ، هو أيضاً مستحيل ، ومضحك حتى للأطفال في الصفوف الإبتدائية .
فإذا كان معنى الإنكدار هو السقوط أو الإنقضاض وقد وافقنا على ذلك لأنها اللغة ، فذلك يعني بالضرورة السقوط والإنقضاض في شتى الإتجاهات في الكون ، وبعيداً عن أرضنا هذه . بهذا المعنى فقط تكون الآية { وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ } شرطاً من أشراط الساعة .
والإنكدار والإنتثار هما أمران ماثلان أيضاً . أي ما عنتـه الآية الكريمـة { وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ } وهو نفس المراد بقوله تعالى { وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ }P(2) P.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة التكوير ، الآيات ( 1 ـ 2 ) . سورة الإنفطار ، الآية 2 .
وأخيراً ، وبعد هذا التمهيد والتحقيق في ما مرّ بنا من آيات وأشراط ، أصبح واجباً اعتماد الكشوف العلمية التي أرادها الله سبحانه تأويلاً لآياته والأشراط التي قرّرها لقيام الساعة . والتي هي مترابطة بين كتابيه العظيمين : القرآن والكون .
فماذا في العلم المحقّق اليوم عبر التلسكوبات العملاقة ؟ وأقول ، العلم المحقّق ، لأن فيه القول الفصل ، ( كما الصّعود على القمر ) ، تمييزاً له ، عن العلم النظري الذي ليس له صفة الحسم .
وسنحصر الكلام بما يكون مصاديق لقوله تعالى : { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ .وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ } وقوله تعالى :{وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ}:
جاء في ” كتاب المعرفة ـ الأرض والكون ” الصادر عن جنيف ـ سويسرا ، ما يلي: [ إذن ، فقد غيّرت تلك النجوم مواقعها . وإذا كان ذلك صحيحاً بالنسبة لبعض منها ، فلا بدّ أنه صحيح كذلك بالنسبة للباقي ، وكذلك بالنسبة للشمس . وهنا بطل الإعتقاد بأن الشمس هي مركز الكون ، ولم تعد سوى مجرد نجم من بين ملايين النجوم الأخرى ] ص 116 .
وتحت عنوان سباق مذهل :
[ إن الإعتقـاد اليوم هو أن الفضاء الكوني مليء بأعداد كبيرة من المجرّات ، وهي مجموعات من ملايين النجوم تتباعد عن بعضها بعضاً بسرعةٍ مذهلةٍ . ومجموعتنا الشمسية تكون جزءاً من المجرّة المعروفة بالطريـق اللبنـي ( سكة درب التبّانـة ) والتي تشمل مئات الملايين من المجموعات الشمسية الأخرى المشابهة ] .
وعلى هذا الأساس ، كل نجم في العرف العلمي هو شمس ، وكل شمس هي نجم . وعلى هذا الأساس أيضاً ، وهو قولهم [ هي مجموعات من ملايين النجوم تتباعد عن بعضها بعضاً بسرعةٍ مذهلةٍ ] . إنه الإنكدار في قوله تعالـى :
{ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ } والذي يعنـي الإنتثـار كذلك في قوله تعالى : {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ} .
ثم أين ( التكوير ) من ذلك كلّه ؟
في نفس هذا الكتاب المنّوه عنه ، وفي الصفحة 111 جاء ما يلي :
[ وتلّف المجرة وتدور حول نفسها بمعدل قدره 140 ميلاً في الثانية … ولسوف يصيبك الدوار إذا أقدمت على التفكير في كلّ الإتجاهات المختلفة التي تدور فيها وتلّفّ في وقت واحد ] .
المجرّات مجاميع شموس بالمليارات ، هكذا يؤكد العلم برؤيا العين ، وبالأرقام التي لا تكذب ، لأن الله عزّ شأنه علَّمها للإنسان ، وعلّمه معها صناعة الوسيلة ، وبها أصعده إلى القمر وعليه أهبطه .
والسؤال ، لماذا مليارات الشموس هذه ، تغطش في ليل بهيم ، حتى لا يرى منها إلاَّ بصيص النور ، بينما العوالم التي حولها أنصافها في ليلٍ ذاتي وأنصافها في نهارٍ ذاتيّ فمن أين اللّيل الذي يلفّ الجميع ثم بعده يلبس الجميع حلّة النهار ، فمن أين النهار ؟
{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }P(1) P.
فإذن تلفّ المجرّة وتدور .
فإذن ملايين المجاميع الشمسية ، تلفّ وتدور . وفيها ما هو بحجم شمسنا ، وما هو أكبر منها بملايين المرات .
وإذن ليست هي شمس واحدة في ما عناه الله سبحانه في قوله : { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} وإنه سبحانه لا يمكن أن يكون عَنَىْ شمسنا هذه ، عندما جعل الآية شرطاً من شروط الساعـة. لأنـه يستحيـل كما أسلفنـا أن تكـون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة النور ، الآية 35 .
بمفردها موضوعـاً لهذا الشرط الكبير .
وإذن { الشَّمْسُ كُوِّرَتْ } و { النُّجُومُ انكَدَرَتْ } .
وإذن { الْجِبَالُ سُيِّرَتْ } الجبال الثلجية تقتلع وتسيّر في البحار ، ومن أوصافها في كتاب الله تعالى { وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ } أي القطن وأصله البياض في اللّون .
وإذن { الْعِشَارُ عُطِّلَتْ } بعد أن كانت أنفَس المال المتداول بين الناس فقد عطلت تربيتها وعطل استعمالها . لولا بضع مئات في أقطار الأرض ، تدل على أن الآية لم تبلغ بعد أوجها .
وإذن { الْوُحُوشُ حُشِرَتْ } وهو أمر طبيعي ، حيث هيمن الأنسان على بقاع الأرض ، استكشافاً واستثماراً ، واستعماراً ، وحروباً ، وقطع غابات ، هذا تفسيراً ، وأما تأويلاً ، فالوحوش الشيطانية حشرت ، وكذلك الوحوش البشرية تحشر حالياً في أماكن، لتدور عليها رحى الحرب العامة القادمـة ، وينجي الذين آمنوا ، قوله تعالى :
{ .. حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ }P(1) P.
وإذن { الْبِحَارُ سُجِّرَتْ } بين احتراق وتفجيرات جزئية في بداية القرن نتيجة للتجارب النووية ، ثم حرق مواكب بحيرات النفط العائمة على مياه البحار نتيجةً لحرب الخليج والتي ستتزايد بنسب أعظم في الحرب القادمة ، وكذلك الوجه الآخر لمعنى التسجير، وهو امتلاؤها بالمياه ، وقد بدأ ذلك نتيجةً للغيوم الحرارية وفتحة الأوزون ، اللّتان في رأس تأثيراتهما إذابة الجليد في أقطار ، ودفعها أنهاراً وشلالات إلى البحار والمحيطات . وما زالت الأخبار كلّ يوم تقريباً توافينا ، بإعصار هنا وطوفان هناك ، وغرق ودمار وقتلى هنالك ، ومعظم هذه الأحداث على سواحل البحار .
وإذن { النُّفُوسُ زُوِّجَتْ } وهو أمر غيبي حاصل أيضاً بتزويج النفوس
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة يونس ، الآية 103 .
العاديّة بالنفوس الملكوتيّة كما أشرنا في بحثنا : ( الدماغ بين علم العقل وعلم النفس ) . وهو أمر بديهي أيضاً . عند أهل العرفان ، عنيت تزويج النفوس بأمر منه سبحانه ، وذلك بعد أن أنهى سبحانه وظيفة الأبالسة ( إبليس وقبيله ). وعطل أعمالهم وحشرهم ، حيث يعلم الله ليوم الحساب ، وذلك تحقيقاً لوعده سبحانه لإبليس ، حين طلب من الله جلّت قدرته تأخيره إلى يوم يبعثون ، فلم يجبه الله عزّ شأنه إلى طلبه ، ولكن أنظره إلى يوم الوقت المعلوم . والوقت المعلوم هو هذا العصر ، الذي تتواكب وتتواءم فيه أشراط القيامة العظمى . وذلك في كتاب الله المجيد ، قوله تعالى :
{ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ . إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ }P(1) P
وتتضح حكمة الله تبارك وتعالى في تزويج النفوس بالنفوس الملكوتية ، بعد تغييب الشيطان وقبيله ، من معرفة وظائف النفوس الملكوتيـة وحقائقهـا ( راجع : الدماغ بين علم العقل وعلم النفس ) .
وإذن { المَوَدَّةُ سُئِلَتْ } في إحدى القراءات ، قرأها الإمامان الباقر والصادق عليهما السلام : المودة وليست الموؤدة . وهي قتل علي والحسن والحسين ومن قُتل من أهل بيت النبوّة الميمونة ، التي جعلها الله رحمة للعالمين ، وحيث أمر الله الحبيب رسوله . الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله بقوله :
{ .. قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى .. }P(2) P.
فهذه المودة ، قتلها أقوام وأقوام ، وبقي المخلصون لها طاعة لله تبارك وتعالى يسألونها في ردح من الزمان همساً ، ثم وسّع الله عليهم فأخذوا يسألونها جهاراً ، وعلى المنابر العالمية ، يسألونها بأي ذنب قتّلت ( بتشديد التاء ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة ص ، الآيات ( 79 ـ 81 ) .
(2) سورة الشورى ، الآية 23 .
وإلاَّ إذا كانت القراءة ( الموؤدة ) فلا يجوز أن تكون شرطاً ، إذ الشرط يتقدم الساعة، لا يتأخر عنها . ومساءَلة الموؤدة ، إنما بالبديهة تكون بعد قيام الساعة والوقوف للحساب : { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }P(1) P.
هذا إذا كانت الموءُودة ستسأل . وإنما الحقيقة المسؤول سيكون الوائد والظالم وكل مجرم عمـّا أجرم .
وإذن { الصُّحُفُ نُشِرَتْ } وفي وجه من وجوهه أنه عمل فريق من الملائكة عليهم السلام ، قول الله تبارك وتعالى :
{ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا }P(2) P.
يؤمرون فيبلغون . وكذلك ما يبلّغه أولياء الله تعالى للناس في هذا العصر ، ليكون حجّة في أعناقهم ، ومنه هذا الذي نكتب ، وبه نتحدث ، والله وليّنا سبحانه ، في نشره وتبليغه ، عليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير .
{ .. وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ، إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا }P(3) P.
وتبقى آخر آية في أشراط سورة التكوير ، قوله تعالى :
{ وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ } .
وهو استكمال شرط الإنشقاق والإنفطار ، وهو انقشاع طبقة الأوزون كلهاP(*) P، مـمّا يجعل الحياة على الأرض لا تطاق ، أو شبه مستحيلة ، يرفع الله قبلها المؤمنين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الصافات ، الآية 24 .
(2) سورة المرسلات ، الآية 3 .
(3) سورة الطلاق ، الآية 3 .
(*) بعد طباعة هذه الأوراق ، حملت الصحف وأجهزة الإعلام عامة ، خبرين أحدثا حالة رعب أكثر عند العلماء والمتتبعين .
الأول : انشقاق آخر في الأوزون في القطب الشمالي ، سيكون له نفس التأثيرات تقريباً التي ذكرناها عن أوزون القطب الجنوبي .
{ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }P(1)P.
هذا لعامة المؤمنين .
وقوله تعالى عن جهنم :
{ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ}P(2)P.
وهذا للسّابقين :
{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ . كِتَابٌ مَّرْقُومٌ . يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ . إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيـمٍ . عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ . تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ . يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ . خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ . وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ . عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ }P(3)P.
صدق الله العليّ العظيم .
وهكذا يكون الإنشقاق الكلّي المباشر للقيامة العظمى ، وهذا بالضرورة يحصل بغتة ، لأن القيامة كذلك تأتي بغتة ، قوله تعالى :
{فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ . وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ}P(4)P.
وآخر دعوانا أنّ الحمد لله رب العالمين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
= والثاني : كذلك انشقاق مستطيل فوق أميركا والمحيط الأطلسي وصولاً إلى أوروبا .
وما زالت أخبار التأثيرات السلبية لهذه الإنشقاقات تتوالى من نيوزيلندة وأستراليا وأميركا الجنوبية وبقية المناطق ، من إصابات بسرطان الجلد إلى عمى الخرفان ، إلى تغيرات كبيرة في المناخ والطبيعة ، تنعكس سلباً على جميع الكائنات الحيّة بشكل لم يعرفه من قبل تاريخ البيئة .
(1) سورة الأنبياء ، الآية 103 . (2) سورة الأنبياء ، الآية 102 .
(3) سورة المطففين ، الآيات ( 18 ـ 28 ) . (4) سورة الحاقة ، ( الآيات 15 ـ 16).