حزب الله تنظيم خاص أم الأمة جمعاء ؟
بقيت الآية الثانية ، قوله سبحانه : { وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } . وهي استمرار لقوله تعالى : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ … الآية } فكأنما هما آية واحدة . وهي تنص على الشروط والصفات التي نوهنا بها قبل هذا الكلام ، تحت عنوان : ( من هم حزب الله ) ، والتي بها يكون الإنسان حزباً لله في الحقيقة ، أي مقبولاً عند الله ، عبادته وعمله وجهاده ، وإلاَّ فهو دعيٌّ متورط إما في جهله وإما في ضلاله وإما في كذبه ، ولو تغطى بهذا الإسم ، وليس لبوسه الظاهري دهراً طويلاً . فإن ذلك لا يغني من الحق شيئاً . ونجد أمثال ذلك في قوله سبحانه : { الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } .
فحزب الله إذن ، أو المحازب لله حقيقة ، هو ـ كما نصت عليه الآية ـ من يتولى من أولي الأمر ، المنتخب أو المعين عن طريق الأمة ، ولياً لله ، بناء على هذه الآية ، أساساً ، أو على مضامينها ، اعتقاداً يوافق هذه المضامين . سواء كان منخرطاً في تنظيم ، يتوافق مع هذه المعاني ، أو لم يكن . وربما كان من هم خارج تنظيم مؤطر محدد يحمل هذا الإسم ” حزب الله ” هم أولى وأقرب وأحب إلى الله سبحانه ، ولو كانوا في أقاصي المعمورة .
وخلاصة القول ، إن حزب الله ، هم الأمة جمعاء ، إن تولت طاعة لله ، ولياً لله معاصـراً ، يباشـر سياسة الأمة ، بجهاز ـ كذلك من أولياء الله الصالحين ـ وكل ذلك ضمن عقد أو عهد ، تعقد فيه النية ، على أن الولاء لهذا الرجل ، إنما القصد منه ـ ما دام أمراً من الله ـ هو الولاء المطلق في النهاية ، لله وحـده ، وحـده ، وحـده ، الذي نصر عبده ، وأعزّ جنده ، وهزم الأحزاب وحـده .