{ حُنَيْن } : العبرة التاريخية الخالدة

دعوة إلى الله

الإضاءات الكاشفة الثالثة

هو الأول والآخر

 

{ حُنَيْن } : العبرة التاريخية الخالدة

إما الله وحده ، وإما الجحيمان: جحيم الهزيمة وجحيم الآخرة:

      ذلك هو الدرس الذي إذا نسي ـ خاصة أيام التحديات مع أعداء الله ـ كان نسيانه تفريطاً بنصر الله المُعَدِّ أصالة للمؤمنين . فالله عزَّ وعلا ، هو وحده إما أن ينصر ويعزَّ ، وإما أن يخذل ويذل . والنسيان لسبب النصر استدعاءٌ علنيٌّ للهزائم المنكرة . خذ على هذا مثلاً تاريخياً : واقع أمة دينية ـ عسكرية ، هي أمة الإسلام . تصاعدت انتصاراتها حتى اجتاحت بنور الله ثلاثة أرباع الظلام على الكرة الأرضية . ذلك كله لأنها استفادت من الدروس التاريخية الخالدة ، والتي أبرزها بدر والأحزاب وأُحُد وحُنين . يعني أيام كانت تتمذهب بدين التوحيد ، وتستعين بالله وحده ، وتتوكل على الله وحده ، وتتعبد لله وحده ، عالمة موقنة حتى لُباب العظام : أن النصر لا يكون ولن يكون إلاَّ بقضاء من الله المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر . ولا يكون هذا القضاء ، إلاَّ إذا سعى المسلمون إلى ذلك سعيهم المقبول عند حاكم الكون . قال عزَّ وجـل :{ وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى . وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى . ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى . وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى } [ 39 ـ 42  : النجم ] . فإذا توجهت القيادات بالناس  إلى الله  وحده ، مُعِدَّةُ العدة ، راجيةً منه النصر والعزَّة ، أناخ لها رؤوس الجبال ، وحكمها برقاب الظالمين المتجبرين : { هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا } .[ 44 : الكهف] . ومن أراد أن يبلغ  أعلى درجات اليقين بنصرة الله وحده وهيمنة الله وحده وحكمته بين النصر والخذلان ، فليستعرض وقعتي الأحزاب وأُحُد . وليتشرف بآيات  نيرات نزلت فيهما ، ولقد تحدثنا عن وقعتي الأحزاب وأُحُـد ،

وتشرفنا بآيات نيرات نزلت فيهما لتبقى هذه الآيات إلى قيام الساعة ، أروع ذخائر للتفكر والتأمل ، والتطبيق العملي للدروس الكبيرة ، والعبر البليغة التي تضمنتها . فالمحطة الثالثة والأخيرة إذن ، في كتابنا هذا ، التي هي حجة كذلك في أعناق المسلمين ، في أي زمان ومكان كانوا ، هي وقعة حُنين .

        فإلى وقعة حُنين ، مستفتحين باسم الله الأعظم جامع الأسماء ، بآيتيها الشهيرتين ، قوله عزَّ وجل :

       { لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ . ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ } .[25 ـ 26 : التوبة ] .

        ونتشرف أولاً بالتأمل بين الآيتين ، فنجد كأنهما صدفتا محارة إلـهية ، منطبقة على أغلـى لؤلؤة فريدة في الكون : هي التوحيد . ونستخرج  بتعبُّد ورهبة ، وحب وخشوع ، هذا الكنـز الأزلي الأبدي السرمدي ، فنجد فيه كمال الغنى المُعِزِّ المفلح المنجح للفرد ، إن هو أحسن حفظه في قلبه وعقله وجوارحه . ونجد فيه كمال الغنى المُعِزِّ المفلح المنجح للأمة ، إن هي أحسنت التعامل معه بقادتها وعلمائها وسوادها الأعظم . ومن أبرز معاني التوحيد : الإستعانة بالله وحده ، والإستقواء بالله وحده ، وحسن التوكل على الله وحده ، والإنتصار بالله وحده ، وطاعته وحبه سبحانه فوق كل حب .

        ونستقرىء الخبر التاريخي في مَظَانِّهِ المحترمة ، من بداية الواقعة ، واقعة حُنين، إلى نهايتها . متوقفين أمام عبرها ، مستعينين بالله وحده في إظهار ما تضمنته من الحكمة ، وإبراز ما كنـزته من جواهر الحق ، ليعتبر بها ، وجوباً ، ليس العمي البهيميون ، وإنما أولو الأبصار الشجعان الصدِّيقون .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

{ حُنَيْن } : العبرة التاريخية الخالدة

إما الله وحده ، وإما الجحيمان: جحيم الهزيمة وجحيم الآخرة:

      ذلك هو الدرس الذي إذا نسي ـ خاصة أيام التحديات مع أعداء الله ـ كان نسيانه تفريطاً بنصر الله المُعَدِّ أصالة للمؤمنين . فالله عزَّ وعلا ، هو وحده إما أن ينصر ويعزَّ ، وإما أن يخذل ويذل . والنسيان لسبب النصر استدعاءٌ علنيٌّ للهزائم المنكرة . خذ على هذا مثلاً تاريخياً : واقع أمة دينية ـ عسكرية ، هي أمة الإسلام . تصاعدت انتصاراتها حتى اجتاحت بنور الله ثلاثة أرباع الظلام على الكرة الأرضية . ذلك كله لأنها استفادت من الدروس التاريخية الخالدة ، والتي أبرزها بدر والأحزاب وأُحُد وحُنين . يعني أيام كانت تتمذهب بدين التوحيد ، وتستعين بالله وحده ، وتتوكل على الله وحده ، وتتعبد لله وحده ، عالمة موقنة حتى لُباب العظام : أن النصر لا يكون ولن يكون إلاَّ بقضاء من الله المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر . ولا يكون هذا القضاء ، إلاَّ إذا سعى المسلمون إلى ذلك سعيهم المقبول عند حاكم الكون . قال عزَّ وجـل :{ وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى . وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى . ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى . وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى } [ 39 ـ 42  : النجم ] . فإذا توجهت القيادات بالناس  إلى الله  وحده ، مُعِدَّةُ العدة ، راجيةً منه النصر والعزَّة ، أناخ لها رؤوس الجبال ، وحكمها برقاب الظالمين المتجبرين : { هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا } .[ 44 : الكهف] . ومن أراد أن يبلغ  أعلى درجات اليقين بنصرة الله وحده وهيمنة الله وحده وحكمته بين النصر والخذلان ، فليستعرض وقعتي الأحزاب وأُحُد . وليتشرف بآيات  نيرات نزلت فيهما ، ولقد تحدثنا عن وقعتي الأحزاب وأُحُـد ،

وتشرفنا بآيات نيرات نزلت فيهما لتبقى هذه الآيات إلى قيام الساعة ، أروع ذخائر للتفكر والتأمل ، والتطبيق العملي للدروس الكبيرة ، والعبر البليغة التي تضمنتها . فالمحطة الثالثة والأخيرة إذن ، في كتابنا هذا ، التي هي حجة كذلك في أعناق المسلمين ، في أي زمان ومكان كانوا ، هي وقعة حُنين .

        فإلى وقعة حُنين ، مستفتحين باسم الله الأعظم جامع الأسماء ، بآيتيها الشهيرتين ، قوله عزَّ وجل :

       { لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ . ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ } .[25 ـ 26 : التوبة ] .

        ونتشرف أولاً بالتأمل بين الآيتين ، فنجد كأنهما صدفتا محارة إلـهية ، منطبقة على أغلـى لؤلؤة فريدة في الكون : هي التوحيد . ونستخرج  بتعبُّد ورهبة ، وحب وخشوع ، هذا الكنـز الأزلي الأبدي السرمدي ، فنجد فيه كمال الغنى المُعِزِّ المفلح المنجح للفرد ، إن هو أحسن حفظه في قلبه وعقله وجوارحه . ونجد فيه كمال الغنى المُعِزِّ المفلح المنجح للأمة ، إن هي أحسنت التعامل معه بقادتها وعلمائها وسوادها الأعظم . ومن أبرز معاني التوحيد : الإستعانة بالله وحده ، والإستقواء بالله وحده ، وحسن التوكل على الله وحده ، والإنتصار بالله وحده ، وطاعته وحبه سبحانه فوق كل حب .

        ونستقرىء الخبر التاريخي في مَظَانِّهِ المحترمة ، من بداية الواقعة ، واقعة حُنين، إلى نهايتها . متوقفين أمام عبرها ، مستعينين بالله وحده في إظهار ما تضمنته من الحكمة ، وإبراز ما كنـزته من جواهر الحق ، ليعتبر بها ، وجوباً ، ليس العمي البهيميون ، وإنما أولو الأبصار الشجعان الصدِّيقون .