قيّدوا العلم بالكتاب :
فهذا الحديث الشريف ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله الذي يردّده الأساتذة في الحوزات ، وما زالوا يفعلون ، كلما أرادوا أن يلفتوا الطلبة إلى أهمية أن يكتبوا المعلومات التي يتلقونهـا من صدور الرجـال ، على دفاترهـم وقراطيسهم ، صحيح أن هذا الوجه للحديث مقبول ، ولكن الحقيقة المرادة منـه أعمق وأهـم ، وهي ضبط العلم وربطه بكتاب الله عزّ وجلّ ، فإن صدّقه الكتاب ، كان علماً حقّاً ، وإلاَّ سقط ، وكـان ظنّاً وفرضيـات، شأنه في ذلك ، شأن كل حديث أو رواية ، للصحيح الذي جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله : ما أتاكم من حديث فاعرضوه على كتاب الله فإن قبله فَبِهِ ، وإن لم يقبله فاطرحوه (وعلى رواية ) فاضربوا به عرض الحائط .
من هنا وجب علينا نصاً وعقلاً ، أن نعرض على القرآن المجيد ، ما يأتينا من علم ، محققين في ضوئه ، بصحة هذا العلم أو فساده ، لا أن نخضع القرآن أو نعرضه على ما يأتينا من علوم نقيد بها آيات نيّرات . في حين قد تكون فرضياتٍ ما أنزل الله بها من سلطان .