لذلك الآيات … ولذلك القرآن .
فعِلْمُ الله تعالى بالأمور ، ثم مشيئته ، ثم تقديره ، ثم قضاؤه ، تلك هي المقدمات والنتائج وما بينهما لكل حدث أو واقعة أو أمر من الأمور ، ليس على أساس مبدأ الجبر والتحكم ، ولكن على أساس مبدأ السببية والإختيار النسبي ، الذي يحفظ للإنسان حريته ضمن الموازين ، التي لا تضر بمصلحة الفرد الشخصية من جهة ، ولا بمصلحة المجموع الإنساني من جهة ثانية . فإن أضرت بإحدى الجهتين أو بكليهما ، كانت العقوبة المطابقة لنسبة الضرر، عدلاً ، اقتضاه الشرع ويقتضيه العقل ، وكلاهما ميزانان متداخلان في ميزان واحد ، هو هبة الله ، وتكريمه لأهل الكرامة من خلقه ، وذلك في قوله تبارك وتعالى : { اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ … } . [ 17 : الشورى ] .
لذلك ، وبسبب من ذلك ، كان اعتمادنا على الآيات البينات في القرآن الكريم ، وسيلةً لضبط المسار ، وعدم التعرض للمطبَّات الفكرية والإعتقادية ، وبالتالي لإبراء الذمة ، في سلوكنا طريقاً ، هو الأقصر والأقدس بين الدروب والمسالك : هو الدعوة إلى الله .
والآن ، يطيب لنا الرجوع بإذن الله تعالى ، إلى الآيات الثلاث التي اخترنا لها ذياك العنوان : ” الأخلاق توفيق من الله … والنصر ليس من النبي ” . فقول الله تبارك وتعالى : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ } ، هو الله إذن سبحانـه وتعالى ، ليَّن قلب محمّد (ص) على القوم ، بعد أن أغاظوه غيظاً شديداً باتهامهم إياه وتفرقهم عنه وإفراده عرضةً لسيوف العدو وحجارته وهجماته ، ولولا أن أُشيع أن محمّداً (ص) قتل ، لما رجع القوم المشركون إلى ديارهم ، مزهوين بالنصر وبالخلاص من محمّد ومن دين محمّد (ص) . وغيظ محمّد (ص) من المسلمين الذين فرُّوا من المعركة أمر طبيعي ، وكذلك افتراض خشونته وغلظته عليهم حين يلقاهم وإظهار أسفه وغضبه ، ولكن كل ذلك الذي كان بديهياً ومحتملاً لم يحصل ، وإنما حصل مكانه الرفق واللين والتسامح ، كذلك بتوفيق من الله سبحانه وأمر منه لرسوله (ص) بأن يعفو عنهم ويستغفر لهم الله ربهم ويشاورهم في الأمر، وكل ذلك يعتبر قمة في الأخلاق التي كانت رائدة لمحمّد (ص) من ربه الحليم الكريم ، والتي جعل بها محمّداً (ص) رائداً أخلاقياً وعسكرياًُ على مستوى التاريخ الإنساني . تتلمذ محمّد (ص) على عظمة ربه وحلم ربه ، ورحمة ربه رب العالمين ، ونجح ، فكان رسول الله المفلح المنجح ، وكان القائد العسكريَّ الفذ ، الذي ما زالت تستلهم سياسته الميدانية وخططه الرائعة ، وكيفية استفادته حتى من الهزيـمة في عبقرية تعامله مع جنده من جهة ومع العدو من جهة ثانية .
هل هي قابلية محمّد (ص) وقدرته على التعلم من ربه المجيد رب العالمين ؟ نعم ، هذا صحيح ، وإنما ماذا كان فعل محمّد (ص) بذكائه الفذ وقابليته وقدرته ، لو لم يعلمه الله ،ولو لم يسدِّده الله ،ولو لم يؤيده الله تبارك وتعالى ،وعزَّ وجلَّ شأنه ،
وكذلك لو لم يليِّن قلبه الله سبحانه على عسكره الذي خذله ، وجنوده الذين تفرقوا عنه وحتى شككوا آنذاك بصدقه وبنبوَّته ، كحصيلة نفسية فورية لتلك الهزيمة المنكرة ؟
فلنتأمل في صنـع الله في نفس محمّد (ص) : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ } أي برحمة من الله وحده ، وليس منك ولا من أحد غيرك ، هذا درس أول ، وبعده التعليل : { وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } والفظاظة : الخشونة والشدة . وغلظة القلب : الجفاء والقسوة فيه ، والإنفضاض من حوله : التفرق عنه . وهذا درس نفسي وأخلاقي واجتماعي ثانٍ . { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ } العفو عنهم هو أن لا يبقي في نفسه أي شعور سلبي بخصوص أحد منهم ، فالعفو والمحو سيان . { وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ } الله ربهم ، فاستغفارك أنت لهم أدعى لراحتهم النفسية لعلمهم بدرجتك المميزة عند ربك وربهم ، ولمعرفتهم بأن دعاءَّك عنده سبحانه مستجاب . { وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ } تداول معهم الرأي ، تأنيساً للجفاة منهم ،والذين ما زال فيهم بعض حب الجاه ، فضلاً عن أهل الخبرة والتمرس في الحروب والمواطن والمواقف . وهذا سبق إسلامي تاريخي في مجال الأخلاق والإخلاص لله والديمقراطية.ويبقى قوله تبارك وتعالى{ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ } فإذا عزمت طبعاً ، بتسديد وتوجيه من الله سبحانه إما عملاً بأمر الله ، بوحي أو نص أو حكمة يؤتيها سبحانه ، وإما بخلاصة الشورى ، ولذلك آداب تحفظ كرامة المجموع ربطاً بكرامة الأمة ، وتتيح المخارج المنجحة ما دام الإجتهاد في سبيل الله سبحانه وحسن التوكل عليه . وذلك في قوله تبارك وتعالى : { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } . وذلك من أعظم عطاءات الله سبحانه ومننه ، أن يحب من يتوكل عليه ، مجاهداً مجتهداً ، وفاعلاً ومنفعلاً برقابة الله وقيوميته ، وتأييده وتسديده . هو الناصر ، وهو الغالب ، لا ردَّ لحكمه ، ولا جدال في قضائه . قوله تبارك وتعالى : { إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ } وهذه قاعدة إلـهية لا تقبل المناقشة . { وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } . [ 29 : التكوير ] فلو أن قوماً أعدُّوا العدَّة والعدد فقط للنصر ، ما انتصروا ، إلاَّ أن يأذن الله تعالى أو يقدِّر لهم ويقضي ، سواء كان ذلك في جاهلية ، أو في إيمان وإسلام ، إذ لا بدَّ دائماً من مرجِّحٍ لأحد الفريقين المتحاربين . فإذا تساويا كانا مصداقاً لمقولة لا غالب ولا مغلوب ، وهو سبحانه القاهر الغالب فوقهما ، هذا في تاريخ ما تحت السماء الدنيا وما فوقها ، إذا كان في مكان ما ، غير هذه الأرض قتال .
إلاَّ أن هناك سنّة من سنن الله ، غير { إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ } تتفرع عن هذه . وهي أنه سبحانه قضى بنصر المؤمنين بشكل عام ، على الكافرين بشكل عام ، في عمر الدهور ، وجعل لذلك أسباباً ، أولها أنه هو سبحانه مسبب الأسباب ، فالواجب التوجه إليه في طلبها وتوفيرها ، أو توقُّعها من خلال حسن التوكل عليه سبحانه ، والتسليم لأمره وذلك بالتقوى والصلاح والإستقامة : {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَـلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا } . [ 2ـ3 : الطلاق] . وثانيها ، صدق النية في المواقف ، وصدق العزيمة ، فأيّ شك برقابة الله سبحانه وبرعايته وبهيمنته على الكون وإحاطته بالأمور والنفوس والنوايا ، يعرِّض الموقف للخطر ، خطـر الهزيمة أمام الأعداء ، ولو كانوا كفاراً أو مشركين ، وسواء كان ذلك على صعيد الأفراد ، بمعنى أنه إذا أخل بهذه الموازين النفسية والعملية أفراد ، فإن العقوبة الميدانية أو المؤجَّلة ، من الله ، تقع عليهم دون المجموع . أو كان الإخلال من المجموع ، أو المجاميع ، أو الأمة كلها . فإن كانت نسبة رضى الله سبحانه عليهم معقولة ، كانت نسبة النصر مرهونة بتلك النسبة . وإن كان غضبه هو الواقع على هذا المجموع أو ذاك ، أو على الأمة ، وخاصة بسبب الولاء . حيث أنه سبحانه يفرض الولاء فرضاً واجباً بالأصالة له وحده ، كما أسلفنا في هذا الكتاب . فإذا كان الولاء لكفرة أو لفجرة أو مشركين ، أو علمانيين ، أو مسلمين مرتدين عن الإسلام إلى جاهلية بائدة ، أو عرقية قومية ، أو مذهبية فيها شق عصا الإسلام ، أو حضارة مزعومة معاديـة لأحكام الله وتعاليمه
وتشريعاته ، إذا كان الولاء لبعض هذه القوى أو لجميعها ، فهو الخذلان لا محالة ، وبالخذلان تكون الهزيمة المنكرة ، التي قد تطول أمداً وأعواماً طويلة ذليلة ، كما هو الحال اليوم بالنسبة للأمة التي تسمى إسلامية . هذا الكلام عن الخذلان والهزيمة وأسبابها يقودنا إلى فهم قوله تبارك وتعالى ، بجلاءٍ ووضوحٍ أكثر فأكثر في بقية الآية التي هي سُنَّة في الدهر من سننه سبحانه :{ إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ } . [ 160 : آل عمران ] .
أما قوله جلَّت عظمته : { وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ} يعني أن تتوكل على الله معناه أن تتشرف بتسليمه أمرك وتجعله وكيلاً عنك في إيصالك إلى هدفك، أو أي أمر ترجوه حلالاً مرضياً عند الله تبارك وتعالى . وما دام الكلام في الآية عن النصر وأنه من عند الله وحده ، فينبغي عليك قائداً كنت أو مقوداً لكي تحصل على النصر ، أن تتوكل على الله . والتوكل غير التواكل ، إذ أن التوكل أمر إيجابي مأمور به المؤمنون ، أمر عزيمة تحت طائلة المسؤولية ، ذلك قوله تبارك وتعالى : { فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّه } وأن تعزم يعني أن تصدق نيتك كمقدمة للعزيمة أو العزم على أمر ما ، والموضوع هنا هو القتال بغية النصر على العدو ودفع شره وعدوانه .وللعزم كذلك بعد النية مقدمات أهمها رصد العدة والعدد للقتال ، والزمان والمكان مع التمكن ، وهذا أمر فريضة كذلك من الله عزَّ وجل : { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ …}[ 60 : الأنفال ]،فإذا استكملت هذه الشرائط ،من صدق النية إلى إعداد القوة ، إلى صدق العزيمة فعند ذلك أَقْدِمْ ، على خوض المعركة بمن عبَّأتَ بمثل ما عبَّأت به نفسك وتوكل على الله .بذلك ،بهذه الشرائط الشرعية والعقلية ،يقبل الله عزَّت قدرته ،الوكالة منك وعنك ،وينصرك ربما بوسائلك التي أعددتها ،وربما برديف من الملائكة يعينك به ويعين عسكرك .وربما بكلمة كن … فيكون النصر المبين.وليس ذلك على الله بعزيز .فهو بكل ذلك نصر محمّداً وقوم محمّد (ص) في حياته الشريفة.وبكل ذلك نصر المسلمين بعد محمّد (ص) في وقعات حامية متتالية ، كانت تقف لها الجبال فيخضع الله لها الجبال ، وتعترضها البحار فيذلِّل الله لها البحار ، وما توقفت إلاَّ بعد أن أخضع الله لها الممالك ، وأسقط أمامها الأبراج والمعاقل ، والقوى التي كانت تحكم الأرض بالكثرة العددية المنظمة والأسلحة المتميزة والمتفوقة . ذلك لأن المجاهدين المسلمين آنذاك ، كانوا أمة واحدة بدون مذاهب ، كان مذهبهم التوحيد ، والإعتماد على الله وحده ، وليس على مراكز القوى ، وكانوا صادقي النوايا والعزائم ، يستمدون القوة والنصر من الله وحده ، وليس من نبي ولا من إمام ولا من قائد ، وكان أول سلاح عندهم وأعظم سلاح وآخر سلاح فعَّال وناصر ومرعب لأعداء الله : التكبير صيحات : الله أكبر … عند كل هجوم وكل حصار ، وكل مواجهة فردية أو جماعية .
ذلك هو بعض المقصود في قوله سبحانه وتبارك وتعالى : { وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ} . أما القانون الإلـهي المتفرع عن قوله عزَّ وجل :{ إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ } فهو في قوله عزَّ شأته : { … وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } . [ 47 : الروم ] . وقوله عزَّت عزَّته : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } . [ 51 : غافر ] .
أما أن النصر ليس من النبي (ص) ولا من أي مخلوق آخر بين الأزل والأبد، وإنما هو من الله وحده دون شريك ولا مساعد ولا معاضد ، وأن أي نبي أو رسول أو إمام أو ولي من أولياء الله ، لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً إلاَّ ما شاء له الله ، فذلك قانون إلـهي عام ، هو في قوله عزَّ وجل مخاطباً رسوله محمّداً (ص) : { قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَـمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَـوْمٍ يُؤْمِنُونَ } . [ 188 : الأعراف ] .
فقول النبي (ص) ما علمه الله سبحانه : { وَلَوْ كُنتُ أَعْلَـمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ } يتضمن كونـه كان يتمنى خيرات لنفسه ، وكذلك لغيره ، لم يدركها ، ولم يتمكن منها ، فإن الأمر ليس له ، وليس بيده . وأكثر من هذا ، فإنه (ص) كثيراً ما مسَّه السوء والأذى ، سواء أيام أمره بالمسالمة ، أو أيام أمره بالمحاربة . ولو كان محمّد (ص) أو أي نبي أو أي إمام ، قادراً على الإستكثار من الخير لنفسه أو لقومه وأتباعه ، لاستكثر . ولكنه لم يستطع نيل ما يتمنى لأن الأمر ليس بيده ، وإنما هو بيد الله وحده سبحانه . وكذلك لو كان محمّد (ص) أو أي نبي أو إمام قادراً على دفع الأذى والسوء عن نفسه وعن قومه وأتباعه ، لدفع ، ولكنهم لم يستطيعوا رغم كونهم أنبياء ورسل وأئمة ، وهم المقربون من الله وهم أحبته . لم يستطيعوا دفع السوء عن أنفسهم ولا عن أتباعهم من المؤمنين ، حيث قد مسَّهم السوء والأذى ، بين قتلٍ وجرحٍ ، وجهاد وكفاح ، وتكذيب وتهم ، وهم الصادقـون مع ربهم ، وهم الصديقون وهم الأبرياء .
وإنما النتيجة ، التي تُتوّجُ بها أعمارهم وحياتهم الحافلة بالصدق والجهاد والصبر الجميل ، والتفانـي في حب الله ، هي : { … وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ … } . [ 13 : الصف ] .
وإذن ، فإن الأنبياء والأئمة والأولياء ، ما هم إلاَّ دعاة إلى الله . تلك وظيفتهم : ينذرون ويبشرون ، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويصدعون بأمر الله جلَّت عظمته وعزَّ شأنه ، وتبارك وتعالى عن خلقه وعما يشركون .