لماذا تصدّع المجتمع الإسلامي ؟
العقل، وغذاء العقل، وإمدادات العقل ، مطالب أساسية هي سمة العصر ، والحاجة إليها ، كالحاجة إلى الهواء والماء ورغيف الخبز . والعقل وغذاء العقل وإمدادات العقل، هي في البشرية اليوم، إما ألغام سرطانية، وإما كؤوسٌ نورانية .
وإمدادات الفكر من أين :
في مدرسة محمّد بن عبد الله صلوات الله عليه وعلى آله بدأت الدروس هكذا :
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } .
وفي مدارسنا اليوم ، تبدأ هكذا : الفخر في بلادنا ! …
مسخوا عقول أبنائنا من الخليج إلى المحيط وبيـن القطبيـن ، فمعظـم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة محمّد ، الآية 4 . (2) سورة العلق ، الآية 1 .
مثقفينا الذين هم في أعلى درجات الإختصاص ، يقولون إن الإنسان قرد متطور ، والمجتمع محكوم بالقانون الفرنسي أو الإنكليزي . ثم تنسحب الجهالة بالقرآن الكريم والشريعة الخاتمة، على الفعاليات السياسية والفكرية في شتى الحقول والميادين . ليحل محل هذه الثروة الإلـهية ، الفرضيات والبدع والترهات ، مـمّا كان السبب في تصدّع المجتمع وضعفه ، وبالتالي تبعيتـه لمراكز القـوى الجاهليـة في العالم ، والتي قطبها المتجبـر اليوم ، المعسكر الرأسمالي أو الأمبريالي ، متمثلاً بأمريكا وحلفائها ، هذا الحلف السادر في غيّه وطغيانه ، غير مرعو ولا معتبر بسلفه القطب الآخر ، الاتحاد السوفياتي الشيوعي ، الذي مسخه الله مسخاً ومزّقه شرّ ممزق . والآتي على حلف الطواغيت هؤلاء ، أعظم وأدهى :
{.. فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا }P(1) P.