ثانياً : معنى الولاية في القرآن :
أن تفهم الله سبحانه ، يعني أن تمشي في الضوء ، لا في عتمة ، ولا في ليل بـهيم . وقد تترقى في مطارح النور درجة درجة ، تصل معها إلى سعادة متصلة بمناخات السماوات وما فوق السماوات .
فكيف تتلافى الظلام ، وتبدأ في فجر ينتهي بك إلى نور النور والجمال المطلق ؟ فمعنا في هذه الإضاءات ، ولا قوة إلاَّ بالله الحليم الكريم .
قال الله تبارك وتعالى :
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } . [ 41 : العنكبوت ] .
لكي نفهم مضمون الآية الكريمة هذه ، وبعد أن استعرضنا المعنى اللغوي للولاية ، ينبغي أن نحاول الإحاطة بمعاني الولاء والولاية في القرآن الكريم ، وعلى هذا الأساس ، نجد أن الولاية في الحقيقة على ثلاث درجات :
الدرجة الأولى :
وهي العليا بداية ونهاية ، هي درجة الإختيار لله ، رباً ومالكاً مملكاً ، وهي مرجع الأصول والفروع ، حيث تصدر عنها لترجع إليها تكاليف الولاء لأهل الحق من عباد الله الصالحين .
ولإظهار الأهمية المطلقة ، لهذه الدرجة العليا والنهائية فقد أنزل الله سبحانه ، وتحت طائلة الكفر والتخليد في العذاب ، مؤكِّداً في سبعين (1) آية قرآنية ، وجوب الرجوع بالولاء ، في النهاية ، إليه وحده سبحانه ، لإمكان التوصل إلى الكمـال الإنساني ، والإنعتـاق ، وروعة الحرية في أنوار قـربه ، وظلال رحمته ، وحده لا شريك له ، ولا مساعد ولا معاضـد ، ولا تمليـك ولا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)رقم عربي _قرآني يدل على الكثرة .
تفويض من دونه لأحد من جميع خلقه . فالملك ملكه ، والحكم حكمه ، وهو وحـده الحـي القيوم ، السميع البصير ، القاهر القادر المهيمن ، المتفـرد بالكبرياء والعظمـة ،والجود والجبروت وهو وحده أهل التقوى والمغفرة ، وأهل العفو والرحمة ، وله وحده الأسماء الحسنى ، والأمثال العليا ، في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم .
ولأن الموضوع ، هو أخطر المواضيع ، إذ تترتب عليه ، مصائر الأفراد والجماعات ، والأمم والشعوب ، وذلك في عمر البشرية ، والتاريخ الراهن والآتي ، ويوميات الإنسان ، حتى ودقائقه وجزئيات ثوانيه ، رأينا لزاماً علينا حشد هذه الآيات الكريمة ، الناصة على الولاء المطلق لرب العالمين . لنقارنها من حيث مضامينها وعددها بالآيات التي تنص على الولاء لأولياء الله بأمر الله ، فلم نجد إلاَّ آية وحيدة فريدة ، هي المشهورة في سورة المائدة ، قوله تبارك وتعالى :
{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ . وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } . [ ( 55 ـ 56 ) : المائدة ] .
أما الآيات التي توجب الولاء أو الولاية ، في النهاية ، لرب السماوات والأرض ومن فيهما ومن بينهما ، وحده ، بدون شرك ولا تفويض ولا التباس ، والتي أنزلها الله عزَّ وجل إلى عباده ، ليتدبروها ، وليتفكروا بها عميقاً ، وليلزموا بها أنفسهم إلزاماً تعبدياً تحت طائلة المسؤولية المصيرية ، حيث يقول سبحانه :
{ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ . وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ . حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } . [ ( 82 ـ 84 ) : النمل ] .
وهذه هي آيات الولاية لله الذي لا إلـه إلاَّ هو وحده لا شريك له : قال سبحانه وتعالى :
{.. قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ . إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ . وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ }.[ (195ـ197) : الأعراف ].
وقال سبحانه وتعالى :
{ .. وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ } . [ 11 : الرعد ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ } . [ 155 : الأعراف ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ وَهَـذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ . لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } . [ (126 ـ
127) : الأنعام ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } . [ 122 : آل عمران ] .
وقال سبحانه وتعالى على لسان يوسف عليه السلام :
{ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدّنُْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } . [ 101 : يوسف ] .
وقال سبحانه وتعالى :{ اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } . [ 3 : الأعراف ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ . لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ .وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }. [ (62ـ65) : يونس ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ . وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } . [ (112 ـ 113) : هود ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } .[16 :الرعد[
وقال سبحانه وتعالى :
{ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا . الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا . أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا . قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا .الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } . [ ( 100 ـ 104 ) : الكهف ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا . فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا } . [ (17 ـ 19 ) : الفرقان ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّار } . [ 3 : الزمر ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِيَاء اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ }] 6:الشورى[
{ أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ }.[ 9 : الشورى ] .
{ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ . وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ . يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ . وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ . مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ . هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ }.[ 6-11 الجاثية[
وقال سبحانه وتعالى :
{ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا . وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا . هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا } . [ (42 ـ 44 ) : الكهف ] .
وقال سبحانه وتعالى : { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } . [ 107 : البقرة ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ } . [ 37 : الرعد ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا } . [ 111 : الإسراء ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا } . [ 26 : الكهف ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } . [ 22 : العنكبوت ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ } .
[ 4 : آلـم السجدة ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ . أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }. [ (8ـ9) :
الشورى ] .
{ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ } . [ 28 : الشورى ] .
{ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ .. } . [ 44 : الشورى ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ .. قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } . [ 120 : البقرة ] .
{ اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } . [ 257 : البقرة ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِين } . [ 68 : آل عمران ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } . [ 51 : الأنعام ] .
{ وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } . [ 70 : الأنعام ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ .. فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }.[ 74: التوبة].
{ إِنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } . [ 116 : التوبة ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئًا وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ } . [ 19 : الجاثية ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا}.[ 45: النساء ] .
{ لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا } . [ 123 : النساء ] .
{ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} . [ 173 : النساء ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ } . [ 14 : الأنعام ] .
وقال سبحانه وتعالى :
{ .. مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} [ 17 : الكهف ] .
الدرجة الثانية :
درجة الإئتمام أو الإنقياد أو الإقتداء ، ويكون الولاء فيها للقادة الكبار والزعماء على مستويي الحق والباطل ، وذلك كما يلي :
أولاً : الولاء على مستوى الحق :
قال الله عزَّ وجل :
{ إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ . وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } . [ ( 55 ـ 56 ) : المائدة ] .
هذه الآية دارت حولها معارك فكرية ، ربما كانت في زمن مضى أكثر من ضرورية . وذلك بين شيعة قالوا إن متعلق قوله تعالى : { الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } ، هو الإمام علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه ، وآخرين اجتهدوا في أن يحولوها عن هذه الخصوصية .
وقد رافقت هذه الآية ساسة الأمة وسياستها طيلة ما يسمى بالعصر الراشدي ، ثم العصر الأموي ، ثم العباسي . ولا سيما في عهود الشيعة الزيدية الذين يقولون بأئمة خمسة ، ثم الشيعة الإسماعيلية الذين يقولون بسبعة أئمة ، ثم الشيعة الإثني عشرية الذين يقولون بإثني عشر إماماً . يقابل هؤلاء جميعاً ، شطر الأمة الآخر ، الذين أنكروا على الشيعة دعاواهم ، كما أنكر عليهم الشيعة أساس الخلافة منذ وفاة رسول الله (ص) ومشكلة السقيفة ، قائلين بحق الخلافة فقط لعلي بن أبي طالب وولده الأحد عشر من بعده . وقد ملأت احتجاجات الجانبين ، كتباً ومجلدات تزخر بها المكتبة الإسلامية لتاريخه . كما أن أقلاماً كثيرة ما زالت بين الحين والحين تتصدى لهذا الموضوع الحساس والتاريخي .
إلاَّ أنه بعيد سقوط الأمة في هوة التراجع عن موقعها الحضاري والقيادي للعالم ، ولا سيما بعد انقراض الدولة العباسية ، ثم تشرذمها في دويلات ، ثم تباعد هذه الدويلات فيما بعد عن الدين موزعةً في قوميات عرقية ما أنزل الله بها من سلطان ، حصل الفراغ عند الفريقين المشكلين شطري الأمة .
فالشيعة ، بعد انقضاء عصور أئمتهم ، ما زالوا ينتظرون المهدي المنتظر الذي يقولون بحياته وغيبته .
والسنة ما زالوا ينتظرون المهدي المنتظر الذي يقولون بولادته في عصر ظهوره .
وظاهر أن الإجماع على المبدأ هو دلالة قوية جداً على صحة الوعد الذي وعد رسول الله (ص) به أمته .
إلاَّ أن هذه الآية الكريمة { إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ ..}
يمكن أن تشكل استقطاباً مستقبلياً لجميع المؤمنين ، إذا اعتبرناها منطلقاً لنظام إسلامي عام ، تتجمع على أساسه الأمة . فإن العلماء والعقلاء من جميع الأطراف الإسلامية ـ إذا كان هناك أكثر من طرفين ـ لا يمكن أن يجادلوا بحقيقة الفراغ الحاصل من جهة ، ولا يمكن أن يجمدوا الشريعة والنظام والأحكام عامة بانتظار مهديهم المجمع عليه من جهة ثانية ، لأن ذلك عين العجز وعين العمى عن اللجوء إلى الله وحده ، والتمسك بكتابه الأقدس ، قرآنهم الكريم . وبهذه الآية التي تستدعي جميع الأطراف لأن يجمعوا اجتهاداتهم وبيِّناتهم حولها ، حيث سيرون أن الخاص فيها لا يتنافى مع العام ، والعام لا يتناقض مع الخاص .
والحقيقة المرة هي في غلو الغلاة عند العامة من الفريقين ، وكذلك أشباه العلماء الذين لهم سمت العامة وعصبياتها .
فغالباً ما كان جهل العوام في المراحل الماضية حائلاً دون إظهار قناعات كثير من أولياء الله وعلمائهم الكبار ، الغيارى على وحدة الأمة ، بعد بُعدها الزمني عن أيام الفتن وأسبابها وأعلامها . وعدم قناعاتهم بأن يكون الهدف الباقي عند بعض المسلمين ، هو الإنتقام من أحفاد أحفاد الذين أساؤوا أو أجرموا أو غدروا ، وهم ، أي العلماء في مواجهة قوله تعـالى : { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } ، وقوله عزّ وجل : { وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ . فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ . فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِين . أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ . نُسَـارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْـرَاتِ بل لا َّيَشْعُرُونَ } ، وقوله تبـارك وتعالى : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ
الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ . مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ . مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } .
وكذلك هذه الآية الكريمة : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهَ … } يمكن أن يتخذ منها حالياً ومستقبلاً ، مدرسة للجمع بين الأخوة في التوحيد ، والأخوة في الإسلام ، والأخوة في القرآن ، بعد أن كانت لأسباب قاهرة ، سبباً لحروب طاحنة ، حساب الفئات الباغية فيها على الله . ومن الجهل الكافر أن نعبىء له الأجيال الإسلامية في القرن العشرين ، الأجيال المستضعفة المغلولة المقدمة للذبح بين السيف والنطع : سيف الصهيونية العالمية ونطع النظام الدولي الغادر. ولو كنا نعلم أن الله عزّ وجلّ، يريد منا الإستمرار في إشعال الحروب بين المسلمين ، لصدعنا بأمر الله ، وأوقدنا لها كل وقود . ولكن تعاليم الله ورحمة الله وعقولنا التي وهبنا الله ، ، وقلوبنا التي طهّرها الله ، كل ذلك يقضي بالعمل الدائب على توحيد الأمة على كلمة التوحيد ، وبالتالي توحيد العالم في ظلال لا إلـه إلاَّ الله .
وسنعقد لذلك بحثاً متصلاً بهذا الموضوع ، في سياق كلامنا عن مفهوم الولاية إن شاء الله .
ونكتفـي الآن بالإشارة ، إلى إجماع المفسرين قاطبة ، على أن كلمـة
{ وَلِيُّكُم } في الآية وهي في صيغة المفرد ، وبعدها عبارة { وَالّذِينَ آمَنُوا } وهي جمع ، قد أُريدَ منها أن حقيقة الولاية هي لله وحده أصالة ، وهي لغيره سبحانه بالتبع .
ثم إننا نذكر بأمور ومعانٍ خيض فيها بصدد هذه الآية الكريمة ، منها تعداد أنواع الولاية ، بين ولاية نصرة وولاية مودة ومحبة ، وولاية رعاية وعناية ، وغير ذلك ، ثم قسمت هذه الأنواع إلى ولاية تكوينية وولاية تشريعية جعلتا لله عزّ وجلّ ، وجعل الباقي إلى غير الله من أوليائه ، بعد أن أشركوا الرسول والذين آمنوا ( ص ) بالولاية التشريعية .
والحقيقـة أن الولاية الحقيقيـة والعامـة الكاملة ، هي لله وحده سبحانه بالأصالة ، كما هو الإجماع الموفق .
فحتى الدور التشريعي للرسول والذين آمنوا ( ص ) والدور الدعوتي إلى الله والتربوي للناس كافة ، والحكم والقضاء والقيادة العسكرية والمدنية وغير ذلك من المهام المجتمعية ، ظاهرها للرسول والذين آمنوا ( ص ) ، وحقيقتها لله المهيمن الذي بيده الخير وهو على كل شيء قدير .
ففي قوله تعالى مثلاً لرسوله ( ص ) ” وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ” فهو (ص) لا يهدي إلاَّ أن يهديه الله ، قوله سبحانه : { قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى } والرسول والذين آمنوا (ص) لا يهدوا إلاَّ أن يُهدوا ، وقولـه سبحانه : { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ } أو { وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ } أو { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } أو { َ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } فيوضحها في كون الولاية الحقة العامة الشاملة والنهائية ، هي لله سبحانه ، مثل قوله عزّ وجلّ : { لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ } وقوله تعالى : { فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} وقوله جلّت عظمته{وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ }وقوله له الحمد : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } وقوله له العزّة : { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى } ، إلى عشرات الآيات التي تؤكد هذه الحقيقة .
هنا يخطر ببال بعض المؤمنين الذين اعتادوا على التقليد ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث حتى والتفكر والتأمل ، هذا السؤال :
إذن ، فما هو دور الرسول والذين آمنوا ، المنوّه عنه في الآية الكريمة حتى ولو كانت وحيدة مفردة مقابل عشرات الآيات التي تحصر الولاية أصالة بالله وحده بدون شرك ولا شريك ؟
والجواب أن كل ما قام به الرسول والذين آمنوا (ص) ، في الماضي ، من قيادة مدنية وعسكرية على صراط الله المستقيم ، واتبـاع الناس لهم في سبيل الله
واستجابة لأمره سبحانه ، هو دورهم . وما يقوم به الذين آمنوا في الحاضر هو دورهم ، وما سيقوم به الذين آمنوا في المستقبل هو دورهم ، وما يقوم به رسل الله من الملائكة في الماضي والحاضر والمستقبل هو كذلك دورهم . والجميع على شتى مراتبهم النبيلة عند ربهم الكريم سبحانه ، في الماضي والحاضر والمستقبل ، هم مأمورون مكلفون ، مرعيون برعايته ، وتسديده وهدايته ، وقيوميته وإحاطته ،
وهيمنته وعينه التي لا تنام ، لا يساعده مساعد ، ولا يعاضده معاضد ، وهو الغني الحميد ، والعزيز الحكيم ، والسميع البصير ، والفعال لما يريد ، وله وحده الأسماء الحسنى والأمثال العليا .
أما شأن من كان منهم ومات أو رفع ، فكشأن المسيح عليه السلام كما علمنا إياه الله سبحانه في الآيات الثلاث التالية ، قوله عزّ شأنه :
{ وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ . مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ . إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } . [ (116 ـ 118) : المائدة ] .
وجواب آخر على قول الذين قد يسألون : وما هو دور الرسول والذين آمنوا ؟ هو ، إذا كنتم أوكلتم أموركم ووجهتم ووجوهكم إلى أصحاب المقامات (ص) ، فما هو دور الله إذن في إدارة ملكه وخلقه؟ وماذا يعني قوله سبحانه : { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ } وغيره يموت. وقوله : { اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } وغيره ليس إلهاً ولا حياً ولا قيوماً ، بمعنى المشاركة والظهور، وبالمعنى الحقيقي الذي قاله الله سبحانه لرسوله (ص) وللناس : { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ }، وقوله : { فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } وقوله : { فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ }وقوله{وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } وقوله :{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } وقوله :{ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ } وقوله :{ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ } وقوله :{ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ } وقوله: { بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ } وقوله : { وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } وقوله : { عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } وقوله : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } … إلى مئات الآيات الحاسمة في إحاطته سبحانه ، بالكون جملته وتفاصيله ،والتي قد يلخّصها قوله عزّ وجل ّ: { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } وقوله تبارك وتعالى : { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } وقوله : مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } .
فهل هذا كله حقيقة أم مجاز ؟! بلى { فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } .
وأخيراً لا آخراً ، قوله عزّت عظمته : { وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ } .
فهل هو إلـه فاعل على مدار الساعة الكونية ، لا إلـه إلاّ هو ، أم هو سبحانه متوقف عن العمل ، حتى يظهـر الإمام المهدي المنتظر ؟ حيث ينتظره أناس ، كادوا يعطلون القرآن والعقل والمنطق بانتظار ظهوره أو إظهاره (ص) .
والسؤال الأهم ، مع من يجب أن نتعامل ، في هذا العقد العشرين للميلاد المبارك ، والخامس عشر للهجرة الميمونة ، في ظروف زلزالية على مستوى الأرض وشعوب ساكنيها بشكل عام ، حيث يتقهقر دين التوحيد في كل مكان ، لتحل محله العلمنة المؤلهة للعلم والشهوات الفتاكة ، من جانب الغرب والبدع الآخذة بالتجسيم والتجسيد ، من جوانب الشرق . و { إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ } : حروب وتشريد وعذاب ، ومجاعات ، وجهالة جهلاء بالأسباب التي جعلت الأرض كلها مهددة بغضب الله وسخطه ، يعني بالدمار الشامل .
إلاَّ من شاء الله وما شاء الله . فمع من يجب أن نتعامل ، أفضل التعامل ، وأسلمه، وأرقاه وأعلاه ؟ وكيف ؟ ما دمنا بانتظار مخلِّص أو مهدي منتظر منذ بضعة عشر قرناً من الزمان ؟ قال الله تبارك وتعالى :
{ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ } . [ 12 : الأحقاف ] .
فهذه هي الإجابة . فإذا لم تستطع أن تتخذ القرآن إماماً ، وتتدبره ، وتفهم منه الدعوة إلى الله ، والحلال والحرام ، والإستقامة في الدين ، الذي هو سياسة حكم واجتماع ، وسياسة حياة ، وتأخذ عن أنبياء الله وأئمة الحق الذين أمرهم سبحانه بالتبيين والتفصيل ، لما يجب تبيينه وتفصيله ، فابحث عن ثقة حي من الذين قال فيهم سبحانه : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء } وقال : {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } وقال : { وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا } وقال : { شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيـمُ } وقال : { نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } … وغيرها من الآيات التي تشير إلى صفات الثقات من أهل الحق ، ورضى الله سبحانه ورضوانه . إبحث عن ثقة حي حاضرٍ ظاهر ، ومن خلال ولائك له ، سله وتعلم منه كيف يكون الولاء الأعظم والمطلق لذي الجلال والإكرام ، لله سبحانه وتعالى عما يشركون .
أما إذا استطعت أن تكون موحداً ، وفي طاعة الله وحبه ، متدبراً القرآن الكريم ، عاملاً ومحققاً ، بالضروري ، مما ترك الأنبياء وأئمة الحق ، فأنت على معراج الواصلين ، من أولياء الله الصالحين .
هناك حقيقة مؤلمة ، يعانيها بعض من جنبهم الله عبادة هواهم وموروثاتهم ،
هي أن الكثرة من المؤمنين ، يذكرون ، ما دامـوا أحيـاء ، أولياءَهم من الناس، أكثر مما يذكـرون الله ، ويدعون إليـهم أكثر مما يدعون إلى الله ، ويدعون إلى أنفسهم أكثـر مما يدعون إلى الله . ولعـلَّ بعض الأئـمة
عليهم السَّلام يملأون عليهم السمع والأبصار ، والقلوب والأدمغة ، فينظرون إليهم على أنهم آلـهة ، ويتعاملون مع كل واحد من كبرائهم تعاملاً تعبدياً ، كأنه هو السميع وهو البصير وهو الرزاق والناصر والشافي والمعافي وهو على كل شيء قدير . فيسألونه ويخاطبونه كما يسألون ويخاطبون الله عزّ وجلّ . وكلما نسوا ذكر الله وابتعدوا عنه ، كلما ترسخ في ظنونهم ، أن هذا الإمام ، هو إلـه حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم .
ومجاميع هؤلاء في أقطار الأرض ، يمزقون سنة بعد سنة ، ويشردون من ديارهم ومن أوطانهم ، حتى غدوا هدفاً عالمياً للقصف والخسف والهوان . فقد سلَّط الله عليهم الظلمة والطواغيت الجبابرة ، عقاباً لهم على تأليه غيره ، وذكر سواه ، أكثر بكثير من ذكره ، وهو سبحانه غني عن جميع خلقه ، وليس بحاجة لذكر من يذكره ، وإنما يسخطه الخونة ، الذين يخونون العهود والمواثيق ، الذين بلا شرف وبلا خلق . وإضافة إلى سقوطهم هذا يخزيهم ويعذبهم بما يرتكبون من بدعٍ نافرة منفرة ما أنزل الله بها من سلطان .
وإلاَّ فأين المعادلات الإلـهية التالية :
قوله سبحانه :
{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }. [ 96: الأعراف] .
فهل إن القصف والدمار والقتل بالجملة والتهجير من جراء الحروب ، وهل أنواع الحمم والقذائف التي تسقط على الناس وعلى بيوتهم وحقولهم والألغام التي تتفجر تحت أقدامهم ، هل كل ذلك بركات من السماء والأرض ؟ !
وهل إن الزلازل والفياضانات التي تقتل الألوف المؤلفة وتهدم وتشرد وتشغل الدول والحكومات ، وهل المجاعات المفزعة من جانب ، والتخمة والبطـر المخيف من جانب ، هل هي بركات من السماء والأرض ؟!
بل هم مصاديق لقوله عزّ وجل ّ :
{ وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا . فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا. أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا } . [ (8 ـ 10) : الطلاق ] .
ولعل أفضل علاج منقذ لهم عامة ـ إذا لم يستطيعوا الصعود إلى فكر التوحيد ـ ، أن يجعل لهم علماؤهم ، ولا سيما في مواسمهم التعليمية المباركة ، في تجمعاتهم وحلقاتهم ونواديهم ، لتجنيبهم الغلو والإنحراف ، ومداخلات الشرك والشيطان ، أن يجعلوا لهم في الدروس والمواعظ ، الآيات البينات التالية ، بمجموعها ، عسى أن تكفـي كمنطلق أوَّلي ، لفهم عظمة التوحيد ، وتلافي الشرك ، والإستجابة بفرح ، لإرادة الله وعنايته ، وحاكميته ورحمته ، وتجنباً لخزيه ونقمته ، وسخطه وعذابه في الدنيا قبل الآخرة : قال سبحانه وتعالى :
{ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ . أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ . أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ . أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ .أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ . أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ . قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ . بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ } . [ ( 59 ـ 66 ) : النمل ] .