نموذج عن الفلك في العقل الإسلامي :
وللدلالة على تصدّي الأئمة لهذا العلم الخطير ، نذكر هنا نصـاً واحداً، نموذجاً ـ من مئات النصوص المثبوتة في مجاميع الروايات ـ ورد في بحار الأنوار للمجلسي ، وفي كتاب التوحيد للشيخ الصدوق محمـد بن بابويه المتوفي سنة 381 هجرية . بسنده عن جابر الأنصاري الصحابي ، أن الإمام الباقر محمـد بن علي عليهمـا السلام ، قال له : ولعلك ترى أن الله تعـالى إنَّما خلق هذا العالم الواحد ، أو ترى أن الله تعـالى لم يخلـق بشـراً غيركم ، بلى والله ، لقد خلق تبارك وتعالى ألـف ألـف عالم ، وألـف ألـف آدم، وأنتم في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين .
ونستنتج من هذا الخبر المقدّس ثلاثة أمور :
أولاً : حكاية الرقم ( ألف ألف ) التي تتناسب مع وصول الناس آنذاك في علم الحساب، ولذلك نلاحظ اختلاف الأرقام في مختلف الروايات .
ثانياً : سبق العقل الإسلامي في معرفة تعدّد العوالم ، فهذا الخبر المأثور ورد عنه عليه السلام في وقت كان الناس فيه ما زالوا يدرسون أوضاع مجموعتنا الكوكبية ، اعتماداً على النظريات الخاطئة ، وعلى أن ليس بعدها عوالم .
ثالثاً : تأكيد ما يظنّه العلم في هذا القرن الخامس عشر الهجري ، العشرين الميلادي من وجود بشرٍ أو مخلوقات ، في بقية العوالم الموجودة تحت سبع سماوات . فهذا الخبر تقرير علمي ، يستطيع العلماء الإستنارة به ، والخروج من الظنّ إلى اليقين ، فيستعملون وسائلهم على هذا الأساس . ومع اليقين يكون الحافز أقوى بما لا يقاس ، ويكون الإصرار على الوصول إلى الهدف