يا زهرَة الغَار
…أمتي هي خيرُ أُمةٍ أُخرِجت للناس
مِـن ألـفِ صاعقـةٍ
مِـن ألـفِ إعصـارِ
تُغذَيـنَ صَفـو النَّـدَى
يـا زهـرَةَ الغَـارِ
* * *
تُغـذَيـنَ مِـن رِئَتِـي
تُسقَيـنَ أَورِدتِـي
صُبِّـي بقافِيَتـي
مِـن زَيتِـكِ النَّـاري
* * *
فـي جَبهَتـي انسَكِبـي
تَنهـالُ مِثـلَ النجـومِ الخُضـرِ
أشعَـاري
تَنهـالُ كالفَـأس
حيثُ انقضَّت افتَرَعَـت
بـابـاً على الشَّمسِ
أوغابـاً مِـنَ النَّـارِ
* * *
يـازَهـرةَ الغَـارِ
طُـوفِـي على كُفـرِ هذا النَّـاسِ
و انفـجِـرِي
قـد طـالَ . . طَـالَ . .
سُبَـاتُ الـذُّلِ والعَـارِ
* * *
يـازَهـرةَ الغَـارِ
حَلفـتُ أسقيـكِ
زَيـتَ العُمـرِ
مِـن هُـدُبِـي
خَلَّفـتُ مُنسَرحِـي
فـي زُرقَـةِ السُّحُـبِ
وَ مِـلـتُ فَـوقَ صُخُـورِ
المَـوتِ و العَطَـبِ :
أستَغفِـرُ اللهَ
لا الأشلاءَ و الجُـوعَـا
و السَّاقَ مَبتُـورَةً
و الـنَّـهـدَ مقطُـوعـا
و الحَقـلَ بالجُـثَـثِ
الشَّوهَـاءِ مزرُوعـاً
* * *
يـا زَهـرةَ الغَـارِ
أسرَجـتُ مِنـكِ غَـدِي
أسرَجـتُ أقـدَاري
لَعَنـتُ كـلَّ دوَاوِيـنِ
الـهَـوى الـعَـارِي
ألحَائمَاتِ على ساقٍ على عُـنُـقٍ
ألَنَاسِجاتِ غُلالاتٍ مِـنَ الشَّـفَـقِ
ألمُلقِيَاتِ دُرُوسِ العَهـرِ فـي الـوَرقِ
ألمُغرِقَاتِ بِوَحـلِ الجِنسِ و الشَّبَـقِ
و الـنَّـارُ تَنشُبُ
فـي أرضِـي و أسـوَاري
مِـن قَصـفِ مَسعُـورَةٍ
مِـن غَـدرِ غَـدَّارِ
و قَـادَةُ الكُـفـرِ فـي
مَـنـجَـى مِـنَ الدِّيـنِ
عَـاثُـوا فَسَـاداً
بِـأكبَـادِ المَلايِيـنِ
ضجُّـوا عُـراةً
علـى أنغَـامِ قِيثَارِ
صَالُـوا و مَلعَبُهُـم
فـي شَدقِ تِنِيـنِ
يُـرغِـي و يَزحَـفُ
مِـن دارٍ إلـى دَارِ
* * *
يـازَهـرةَ الغَـارِ
هـذا أوانُـكِ
فـي افكَارِنَـا انتَـشِـرِي
تَـغـدُو كَومـضَ السَّـنَى
لا وَمـضَ دِيـنَـارِ
وَ ابـرَورِقِـي بِنَذِيـرِ الـنَّـارِ
فَـهـيَ غَـدٌ
آتٍ يُـبِـيـرُ
زُنَـاةَ الفِكرِ و الـمَـالِ
مِـن كـلِّ طاغـوتِ حُكـمٍ
كُـلِ سَادةِ القَـصرِ
حَتَّى البَاصِقِيـنَ دَمـاً
ألمَاضِغِيـنَ سَرَابـاً
مُـنـذُ أجيَـالِ
صُـبِّـي بـأصلابِـنَـا
صُـبِّـي بـأروَاحِـنَـا
مِـن زَيتِـكِ الـنَّـاري
لـعـلَّ أطفَـالَـنَـا
فـي وَطـأةِ الـنُّـوبِ
تَـنـقَـدُّ أعمَـارُهُـم
مِـن مَنـجَـمِ الشُّهُـبِ
يهـوُونَ سَيـفـاً
كَعَـرضَ البَـرقِ شَفرتُـهُ
يَجتَـثُ عَالـمَـنَـا
المَـوبُـوءَ بَالـكلبِ
فَتَضحـكُ الأرضُ
عَـن نَبـعٍ بَرابَـيـةٍ
و طِـفـلـةٍ جَـاءَهَـا
طِـفـلٌ بِـنَـوَارِ
يُـحَـمـدِلانِ عـلـى
تَـرنِـيـمِ أطيَـارِ
و الحُّـبُّ يَغـدُو سِـراجـاً
فـي دُجـى السَّـاري
و فـي الشِّـتَـاءِ
حَـكَـايـا بَينَ سُّـمَّـارِ
تَـدُورُ عَـن بَشَـرٍ
كَـانـت عُـقُـولُهُمُـو
مِـنَ الحَـدِيـد
وَ أفـكَـارٌ بِـأزرَارِ
مَـدائِـنٌ تَمَّـحِـي
فالأرضُ مُعشِـبَـةٌ
عَـذرَاءُ قَـد لـَفَّـهَا
غَـيـثٌ بِـزُنَّـارِ
تَجَاوبـَت فـي الـبَرَارِي
الخُـضرِ حَـمـدَلـَةٌ
مَـا بَـوحُ نَـايٍ
وَ مَـا أنغَـامُ مِـزمَـارِ
ألوَارِثُـونَ ؟! سَلِي يـا أختُ عَـن رَجُـلٍ
قَـد بَـاعَ مُهجَتَـهُ للخَالَـقِ البَـارِي
* * *
حَـضَـارةَ العَهـرِ
جَـاءَ الطُّهرُ فَانهَـارِي
حَـضـارةِ الجِنسِ
فَتكَـاً بِالمَلايينِ
لِـرَبِّـنـا؟
أم لِعَشتَـارٍ و آدُونِ([1])؟
نُوَجِّـهُ الوَجـهَ
فـي شَتَّى المَيادِيـنِ
بِنتَ الأبَـالسِ
جَـاءَ الحَـقُ فاختَـاري
بَيـنَ الهُـدَى
و انفِعَـالاتِ المَجَـانِيـنِ
بيـروت . . أضحى دَمَـاراً
عَهـدُ أغنَـارِ([2])
عِـراقُ . . بَغـدادُ. .
بَينَ النـارِ و العَـارِ
و القُـدسُ يُرعِبُهـا
سِكِّيـنُ جَـزَّارِ
يُحمَـى بِغَـربٍ
قَدِيـمِ الغَـدرِ مَلعـونِ
قَصـفٌ و خَسـفٌ
و رَبِّـي حُكمُـهُ جَـارِ
مِيزانُـهُ لَيسَ مِـن
هـذِي المَوازِيـنِ
فَصِـدقُ سَيـفٍ
و لا غَـدرٌ بسِكِّيـنِ
يـا زَهـرةَ الغَـار
أسرجـتُ مِنـكِ غَـدِي
أسـرجـتُ أقـدارِي
رأيتُ مـا لا يَـراهُ
قَـالبُ الطِّيـنِ
عَـوَاصِمَـاً. .
بَيـنَ تُجَّـارٍ و فُجَّـارِ
وَشِيكـَةُ الهَـدمِ
بِاسمِ الزَّيـتِ و القَـارِ
خَسفَـاً بِقَـارُونَ
أو حَـرقاً بِنَـيرونِ
* * *
طِيـبٌ مِـنَ الدَّمـعِ
أو دَمـعٌ مِـنَ الطِّيبِ
مِـنَ الثَّكَالـى
على الأزهـارِ مَسكُـوبِ
في الدَّربِ في الـدَّارِ
في الشارعِ العـارِي
جَرحـاً لِنَرجِسةٍ
قَتلاً لِتولـِيـبِ
و الكُفـرُ يَعـوِي :
أبِيدوا غابـةَ الغـارِ
و أطعِمـوا لَحمَهَـا
للنَّسرِ و الذِّيـبِ
و نَابِحٍ بِرَصاصِ المَـوتِ
مَطَّـارِ . . .
* * *
يـا ثـورةً . . لازَوَردٌ
حَـولَ جِـلنـارِ
لا قَمعُ سيفٍ و لا إرهابُ
سِكِّـيـنِ
بَـل خَيـرُ أنهَـارِ
فـي خيـر تَيَّـار
فـي لُـجِّ هـدَّارِ
على هَيَاكِـلَ نُهبَـى
غَـدرُهَا عـارِ
فَحَّـاشَـةً
لَحمُهَـا للضَّيفِ و الجَـارِ
مَخمُـورَةً
بَينَ دُولارٍ و دِينَـارِ
مَحكُـومَـة
بِحقَـاراتِ الشَّيـاطِيـن
يَجُـولُ في الأرضِ فَوقَ الغَـازِ و النَّـارِ
يُبقِـي مَكَانَهُمَـا
أرضَـاً مُطَيَّبـةً
بِحَمدِ رَحمَـانِ هَـذَا الكَوكَبِ الجَـارِي.
[1] عشتار أو عشتروت وآدون أو أدونيس كـان الفنيقيـون الوثنيـون يعتقدونهم إلهيـن ومازالـت هذه الأسطورة تدرس لأطفال لبنان على أنهما كذلـك.
[2] إسم ديوان شعر لسعيد عقل الذي كان جملـة مشاريعه أن يحضر العالم بالحضارة البنانية ولكن بحرف لاتيني .