مات الحياءُ؟ مات

مات الحياءُ؟ مات

 السبت 15 آب  2009

23 شعبان 1430   

قال لي زرِ المريضَ

زرتُهُ

وقال لي سِرْ في الجنازاتِ

وواسي واشعُرَنْ

مع اليتيم والفقيرِ

والفاقدِ والثكلى

فعلتُ كلَّ هذا

وشعرتُ وبكيتُ ربما

بلى بكيتُ مراتٍ

ثلاثاً ربما أو أربعا

وقال لي

كن ثائراً لله في الناس

وللناس لأجل الناس

ثرتُ وما زلتُ

وواجهتُ العدوَّ

بالسلاح والكتابِ

والمنبر والقلمْ

والمجلس والكلام

عابساً مقطِّباً

غضبان لله وفي الله

وبالله

أجافي الهزلَ واللعِبْ

واللهو والألحان والطربْ

ولم أكن بالخاسرِ

وهل تلافيت الحسانَ

بل ترفَّعتُ ولم أسهرْ

لأبني من قوافيَّ

حبيباً حالماً أو غزلا

ولا من النثر أساطير

وأوهاماً وكِذْباً

في الحكايا عن خسيساتٍ

تعلَّقنَ خسيسين

بل الواقعُ

فالأقلام تنبيكَ

عن الأخلاط بين حالٍ

جاوز العفة والهدى والخجلا

وزاد في التمثيل عرياً فاجراً وقبلا

مات الحياءُ؟

ماتْ.

والأرض كلها غدت

مشاعاً للهوى والكفرِ

والتحدي

لقوانين السماءْ

وكم أنا استأذنت ربي وإلـٰـهي

وحبيبي في دعاءٍ

كان نوحاً قد دعاهْ

ومضت عشرون لم يأذن

إلـٰـهي بالدعاءْ

ثم في بضع سنينْ

فُتحَ البابُ أنِ ادعُ…

فلقد حان اقترابْ

ساعةُ الحسمِ الإلـٰـهيِّ

وقد صار القضاءْ

فوق هامات البشرْ

إنما من ذا يبالي

غير سهَّادِ الليالي

تائبين

قانتين

ذاكرين

قارئين

شرطه النازل في

أبهى السُّوَر

( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ، وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ، وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ ، وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ )

( وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ … )

أَلْهَمَني: أطعتَ فيما قد مضى مبتدئاً

حتى إذا

دخلتَ في اليقين

إسمعْ إذاً وسطِّرنْ قولي:

( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )

( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ )

فتوليتُ وإني ناظرٌ

أن يستجيبَ لي ما قال نوحٌ

في الدعاءْ

( رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ، إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا. )