عَهِدتُكَ قبلَ إحراجي
و قد ألبستني تاجي
كأجملَ من
ضياءِ الشمسِ:
إنْ عاقبتَ أو أنشأتَ
تبلُوني
لتُعليني
بأوجاعٍ
كما وخزِ السكاكينِ
ذكرتُ بأنكَ
الرحمٰـن في قلبي
فتشفيني . . .
فأغدو فوقَ معراجي
و قدْ ألبستَني تاجي..
لماذا يا إلاهي
لم تُغثني(1) اليومَ
من وَجَعي
و أنتَ معـي؟!…
و أعلمُ مُوقناً و أعي
بأنكَ تغمرُ الأكوانَ
تغمُرُني
و تستبطِنُ من جسمي
و جسمِ الكونِ
جوهرَهُ
و تَفْعَلُ فيهِ
تُظْهِرُ فيهِ
مَظْهَرَهُ
لأني ـ ربما ـ أهملْتُ
توجِعُني و تُؤلمنــي
تعلِّمني …
غدوتُ مروَّعاً (2) وَجِلا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تغثني: تنجيني
(2) مروعا: مرعوبا.
كمن قد عاينَ الأجلا
عرفت الآنَ
كيف دُعايَ هذا اليومَ
لم يُرفعْ
و لم يُسمـعْ
… و تبْتَ عليَّ! ..
عدتُ إذاً إلى عهدي (1)
و مثل الكوكبِ الـدُّرِّيِّ
فيه لاحَ مِصباحي
الذي من نورِكَ الأَسمى
و قد ملَّكتني رشدي (2)
به أسجدُ إمسائي
و إصباحي
و عدتُ اليكَ أدراجي (3)
و قد فارقتُ أحزاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أي عدت الى الحالة التي كنت فيها.
(2) رشدي: عقلي المهتدي بك.
(3) عدت كما أتيت.
و أتراحي (1)
على قمةِ معراجي
هو الميثاقُ . .
أغلَظُهُ و أثقَلُهُ(2)
به شرَّفتني أبَدا
حَقيقٌ حيثُ تجعلُهُ
بأنْ تُعبَدَ
لو في نارِ أَتُّونِ (3)
كإبراهيمَ (4)
أو سجنٍ (5)
كما يوسُفَ
أو يونُسَ في النُّونِ (6)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أتراحي: همومي وأحزاني.
(2) أغلظه: أشدُّه على المخلصين، وأثقله: أصعبه تحملاً.
(3) أتون: حفرة فيها نار
(4) إشارة الى النار التي جعلها برداً وسلاماً على إبراهيم عليه السلام
(5) إشارة الى السجن الذي كان سببه تعفف يوسف عليه السلام وإنكاره للمنكر.
(6) النون: الحوت
رأيتُكَ مالكاً نَفْسي
و أنفاسي
و قد خلًَّقْتَني(1) بالأمسِ
زنبقةً تفيضُ نَدى
فُوَيق (2) الأرضِ
و الناسِ
أراكَ تُحيطُ بالأَكوانِ
ربّاً واحداً صَمَداً
و غيرَكَ لا أرى أحدا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) التخليق: هو الخلق حالة بعد حالة
(2) فويق: تصغير فوق