لستُ طاغوتاً

لستُ طاغوتاً

جرت بعض حوادث هذه القصيدة: المواجهة مع

اليهود سنة 1983 بعد وأثناء الإجتياح الإسرائيلي للبنان.

ثم بعد خروج الشيخ من معتقل أنصار وبعده معتقل عتليت في سنة 1985.

شبَّ يحدوه الصبا

والعنفوانُ

ولقد عانى فتياً

ثم وافاه الزمانُ

بالمنى

بالمشتهى

جاهاً ومالاً وسنى

ثم تألَّـقْ

صادقاً فوق المنابرْ

وكتابات بها نثر وشعر وذخائرْ

بمزاج عربي الحرف والميراث

من أحرار أجدادٍ وجداتٍ حرائرْ

قلبه ومضٌ ونبضٌ وأحاسيسٌ

كما تحليق طائرْ

مثلما فيه قتال ناشب في صدر ثائرْ

حبه الأعظم لله وما زالَ

وللهادي محمَّدْ

ولأهل البيتِ

لكنْ لا يغالي

لم يشأ أن يتفوَّقْ

إنما كان مزاجاً فيه

أن يحذو على خير مثالِ

شاءَه خلاّقُهُ الربُّ

المربي

ملهمُ الحسنى وتسديدِ المقالِ

سامعُ النجوى

بديعُ الشمس والأنجم

والأقمار في عمق الليالي

هكذا صيَّرهُ شيخاً

 مع الجبة والعِمّةِ

والإعدادِ للموقفِ

في يوم السؤالِ

          *****

ذات يومٍ خطفوه في الظلامْ

بعدما كان أذاهم في صدام وكلامْ

ثم قد حرَّره اللهُ

فأضحى الشيخ

شيخ السجنا المعتقلينْ

أخذوه ذات يومٍ ليرى

بعض القرى

حشروه ــــــــــ جاهلاً ــــــــــ في موكبِ

من عرباتْ

بلغت عَدّاً ــــــــــ كما قالوا ــــــــــ

حوالي الأربعين

فهو شيخ للشبابْ

وهو فعّال الهدى

في المنتدى

دنيا ودينْ

وهو قد قاوم إسرائيلَ

عهد الاحتلال

في عربصاليم

مع أبطالها شجعانها

هبّوا رجالاً ونساء

وكذا أطفالها

عندما قد أذَّن الشيخ

من الجامع صبحاً بالنداءْ

واليهود اقتحموا

ومع الشعب الشجاع

التحموا

إنما رُدّوا على اعقابهم

والخزي فيهم والهوانْ

صعَّد الشيخ عداءً لليهود

والمسوخ العملاءْ

وعداءً للسياسيين

والاقطاع في الدينِ

وفي الدنيا

وللأطماع في الأرض

وفي دولته والرأسمالْ.

          *****

هو ذاك الرجلُ المرجو به

خير الصفاتْ

جالسٌ في فخمةٍ سوداء

بين العرباتْ

حرسٌ قُدّامهُ

شعبٌ غضوب خلفه

من ثائرينْ

من شباب يحطمون الصخر

إن شاؤوا

وبالقوة والنخوةِ

والزلفى لرب العالمينْ

          *****

وصلوا للنبطيَّهْ

في خضم السوق حين

ازدحم التجار بالشارين

والسير توقَّفْ

إنما الموكب ماضٍ..

أيُّ قاضٍ

مانع (شرعاً) مُضيَّهْ؟

هكذا (شرعاً) لدى كل المواكبْ

من سلاطين حكوماتٍ

وأشياخٍ وأصحاب

المواهبْ

ولدى كل المذاهب

في الصراع التتري

والنظام البربري

فُتحت سيارةٌ قُدّامهُ

من ناصريه

شرِّعت أبوابها، أربعةٌ

قد نزلوا منها

شباب ثائرونْ:

إفتحوا الدربَ

فإنا مسرعونْ

ضربوا سيارةً

بالقَـبَضاتْ

رفعوا فوق رؤوس الناس

بعض كلاشيناتْ

سأل الناسُ بذياك الزّحامْ

من هو الشيخ الذي حقَّ له

هذا المقام؟!

صاخبٌ موكبُهُ قد روَّع الناس

و(شرعاً) لا يلامْ!

سمع الشيخُ ولكن مثلما

هزَّته رِعدهْ

سدَّ عينيهِ بكفيهِ

وفي خاطره: عبدٌ أنا لله

قد أبغضتُ هذا في الملوك

والطواغيت

وأصحاب الخبايا

في البنوك

صرتُ طاغوتاً أنا بين الأنام؟!

بين إخواني وأحبابي

وشعبٍ كادحٍ حرٍّ مقاومْ

إنما تَسحَقُهُ الأعراف والقمعُ

(وشرعٌ) زائف حتى العظامْ

سنَّهُ المال وظلمٌ عبقريّ

آخ يا عقلي

أنا يقظان حقاً

أم أراني في منامْ؟!

يومها كان القرارْ

مثل وقع السيف في الطاغوتِ

 

من كفِّ شجاعٍ لا يضامْ

          *****

لست طاغوتاً

ولا عقدة نقصٍ فيَّ تغريني

فاستعلي

ولا أخدع أهلي الصالحينْ

بل بديني وبتقواي أحب الرفْقَ

والإنصافَ بين العالمينْ

          *****

ولزمتُ البيتَ…

استذكر (يومي) خَجِلا

ناظراً ما قد قضاه الله…

شأني المقبلا

لكَ يا مولاي يا ألله تُبْتُ

توبةً تلك (النصوحْ)

حقِّق اللّهم فيَّ الأملا

وأنلني العزَّ دون الكِبْرِ

واختم برضاك الأجلا