إلى ولدي

بِســمِ الله
أمـا بـعـدُ ،
يـا ابنِـي اخْتَرْ هُـدىً .. يَخْتَرْ لكَ اللهُ
و لِلعَـرضِ تَهَيَّـا
حَبَّـذا لو كُنْتَ سَيفاً مِـنْ سيوفِ اللهِ
كاليُنبُـوعِ مِعطاءً ، و كالفجْـرِ نَقِيَّـا
فـإذا مَا كُنْتَهُ .. اعلَمْ أنَّهُ كالقَاصِفِ الرعـدِيّ
يِـزدادُ على الظُلْمةِ بَرقاً و دوِيَّـا
* * *

إنَّما احـذَرْ كلَّ ذي فِكرٍ هَجِينٍ..
ومُضِلاً بَـاتَ قوساً أجنَبِيَّـا
وَ هَـوَامَ الفنِّ في سكراتِهِـمْ
يَحيَـونَ عَصراً جَاهِليَّـا
و الكِتابَاتِ ذَواتِ النَّسْخِ و المَّسخِ عنِ الأصلِ
و سِقْطاً ، قُلْهُ طاغُوتاً يُسَمَّى عَبقَريَّـا
و أحِبَّ البُسطاءَ العَفَوِيينَ
– وإنْ هُمْ أخطَأوا الرؤيةَ ـ حُبَّاً عَفَوِيَّـا
أعْطِ للشُّجعانِ في الإيمَانِ :
ـ دُونَ العِرْضِ ـ لا تَسْتَغْلِ شَيَّـا
* * *

ولـدِي يَحرُسُكَ اللهُ
هُما دَربَانِ :
إمَّا دِينُهُ .. أو فَاْصلَ نَاراً و ضُرامَـاْ
فإذا آمَنْتَ .. فالثَّورَةَ ، و الرَّفضَ
و لا تَطْلُبْ سلامَـاْ
سارِقُ الشمْسِ أبَـى
أنْ تَشْهَدُوا إلاَّ الظَّلامـاْ
قَاتِلُ الأزْهـارِ
فِي أفرِيقيا ، في آسيَا ، في قَلْبِ أمرِيكا
يَـرى فِينَا ثَكالى و يَتَامى
زَلْزِلُـوا الأرضَ بِهِمْ .. ثُمَّ انثُروا القَمْحَ
على الأسود و الأبيض عَدلاً و سلامـاً
صدِّعُوا كُلَّ حُصُونِ البَغيِ ثَأراً و انتِقَامـا
أرجِعُوا للضَّائِعِ الأنسَانِ إنسَانِيَّةً
صارَتْ حُطامـاً
أو يَراكُمْ بَرْقُ نَيسَانَ
تموتُونَ كِرامـاْ
* * *
هكَذا .. تَتَّصِلُ الثَّـوراتُ
جِيلاً بَعْـدَ جِيلِ
و تَضِيقُ الأرضُ في غاصِبِهَـا
عامـاً فَعامـاً
فارفَعُوا للهِ رايَـاتٍ
بِألـوانِ الفُصولِ
سُجَّـداً باكِينَ آنـاءً
و آنـاءً قِيَامـاً
بِصُفُـوفٍ حُرَّةٍ كالسدِّ
في وَجـهِ السُيُـولِ
و ازرعُـوا بَوَّابَةَ الـوَرْدِ
هُمـاماً فَهُمَامَـاً ( )
و حَكايَـا لِهُدى السُّمَّـار
تَسمُـوْ بالعُقُـولِ
عن شَبَابٍ إنْ بَـدَا واحِدُهُـمْ
قُلْتَ إمَـامَـاً
صادِقَ اللَّهجَـةِ
ما زاغَ على كُلِّ سَبيلِ
و ابتَغَـى النَّصْرَ اتِّكـالاً
و عَنِ العُدوَانِ نَامَـاْ
إنَّمَا كالشَّمْسُ لا يَأبَـهُ
بِالليـلِ الثَّقِيـلِ
مُشْرِقاً .. يَمْضِي بِدِيـنِ اللهِ
صِدْقَـاً و التِزامَـاً