إنك ميت وإنهم ميتون

بسم الله الرحمن الرحيم
إنك ميت وإنهم ميتون
في قول الله تبارك وتعالى :
﴿إنك ميت وإنهم ميتون .ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون.فمن أظلم ممن كذب على الله أو كذّب بالصدق إذ جاءَه أليس في جهنم مثوىً للكافرين. سورة الزمر الآيات 30،31،32﴾.
والمعنى أن الله جلت عظمته يخاطب رسوله محمداً (ص) في القرآن الكريم بقوله : إنك ميت وإنهم  ميتون … الآيات المذكورة اعلاه.
ففي قوله تعالى : فمن أظلم  ممن كذب على الله أو كذّب بالصدق إذ جاءه …. يعني أنه من أشدُّ  كفراً  ممن يدعي أن محمداً (ص) لم يمت ، وأن علياً وآل بيت النبوة لم يموتوا ،لاسيما بعد قول الله عز وجل لمحمد (ص) ﴿إنك ميت وإنهم ميتون….﴾ يعني أنت يا محمد وعلي وأهل بيتكما والأنبياء والمرسلون والناس أجمعون ، إنك ميت وإنهم ميتون ، ﴿كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام﴾ الذي هو وحده لايموت والذي هو وحده الحي القيوم لاتأخذه سنة ولانوم. قال تعالى : ﴿وهومعكم أينما كنتم﴾ وقال :إن الشفاعة لله جميعاً ، وقال : ﴿إن القوة لله جميعاً وإن العزة لله  جميعاً﴾ ، وقال أن ليس لأحد من خلقه حول ولاقوة ، ومن يدّعي أن الله  تعالى فوّض أحدأً من الانبياء أو الأئمة  بالإشراف على إدارة العالم فقد كفر ، لقوله تعالى : ﴿ يدبّر الأمر من السماء الى الأرض﴾ وأنه هو الحاكم في الدنيا وفي الآخرة ﴿ فما يكذبك بعد بالدين أليس الله بأحكم الحاكمين ﴾ وأنه تعالى قال لمحمد (ص) قل لهم يا محمد :إنك لاتملك للناس ضراً  ولارشداً ، وانك وعلياً والانبياء والمرسلين لا تملكون للناس ولا لأنفسكم ضراً ولارشداً . قال الله تعالى مخاطباً عبده محمد (ص) ﴿ قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا الا نذير وبشير لقوم يؤمنون . سورة الأعراف الآية 188﴾ وقال الله جل وعز : ﴿ قل إنما أدعو ربي ولا أشرك  به أحدا . قل إني لاأملك لكم ضراًولارشداً . قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا. سورة الجن الآيات 20،21،22﴾ فهل يكون عليٌّ (ع) عند الله أفضل من محمد (ص) ، فيملك لنفسه وللناس ما لم يملّكه الله سبحانه لرسوله محمد صلى الله عليه وعلى الأنبياء والأولياء والصالحين وعلى جميع المؤمنين .
فمن من الأنبياء أو الأئمة يدّعي أنه معنا أينما كنا ، وأنه يشارك الله في حضوره ووجوده في كل مكان؟! ومن منهم يدّعي أنه مثل الله يقول للشيء كن فيكون؟! ومعلوم أنهم جميعاً رسلاً وأنبياء وأئمة هزموا في معارك . وجُرح منهم من جرح و قُتل من قتل ، وأُذي منهم من أُوذي ، وكُذّب واتُّهم  واعتُديَ عليه ورجم بالحجارة و شُرِّد أهلوهم ونُبذوا في مجتمعاتهم . بينما تصدَّر الناس غيرهم من الطغاة والبغاة والطواغيت . فإن كانوا يملكون لاأنفسهم  نفعاً أو ضرأً ، فلماذا لم يدفعوا عن أنفسهم وعن أتباعهم  ما يكرهون  و ما لا يطيقون . ولماذا انهزم محمد ومعه عليُّ بن أبي طالب صلى الله  عليهما و جرحا جراحاً بليغة؟! ولماذا هُزِم جيشُه في بداية المعركة في حنين  ومعه علي  بن  أبي طالب ؟! ولماذا تشقق جيش علي عليه السلام في صفين وخرج عليه الخوارج وأربكه الحكَمان وخاناه وغدرا به ، وضُرب رأسه الشريف ، تلك الضربة التي أوجعت أهل الحق وأسعدت أهل الباطل ، لماذا لم ينتصر عليُّ بن أبي طالب بنفسه ؤبأتباعه عليه وعليهم السلام ؟!
وخير ما نختم به هنا قولُ الله تبارك وتعالى : ﴿ ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير . إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءَكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير.سورة فاطر الآيتان13،14﴾
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الشيخ عبد الكريم آل شمس الدين
لبنان – جبل عامل – عربصاليم